المستخلص: |
أنه بالرغم من أن المتبادر إلي أذهان غالبية النحاة أن الأنباري ألف كتابه (الإنصاف) تأييدا للبصريين ومفندا لآراء الكوفيين، ومن ثم لم يؤيد الكوفيين إلا في سبع مسائل فقط من مجموع مسائل الإنصاف البالغ تعدادها مائة وإحدي وعشرين مسألة، وأن أبا البقاء العكبري قد ألف كتابه (التبيين) ردا علي الانباري، وتأييدا لمذهب الكوفيين – فإنه بالبحث والتقصي واستقراء كتاب (التبيين) للعكبري اتضح انه متفق مع الأنباري في تأييد المذهب البصري تأييدا مطلقا حيث لم يؤيد الكوفيين إلا في مسالة واحدة من مسائل ( التبيين) البالغ تعدادها خمسا وثمانين مسألة، مما يهدم الفكرة التي كانت قائمة في أذهان النحاة المحدثين، وينال من مصداقية هذا الاقتناع المنافي للواقع، إذ يجدر بالباحثين والدراسين أن يعيدوا حساباتهم ويتعاملوا مع التراث العربي التليد بعين فاحصة، وفكر ثاقب، ونظرة صافية.
|