| المستخلص: |
إن الاهتمام بحقوق ذوي الهمم العالية يستند في المقام الأول على ما يجب أن تتمتع به هذه الفئة من حقوق أقرتها الأديان السماوية وتنص عليها الإعلانات والمواثيق الدولية، واعتمدتها الدول في الدساتير والتشريعات الوطنية. كما أن مبدأ المساواة يعتبر من المبادئ الأساسية التي يقوم عليها أي نظام سياسي في المجتمع، باعتباره وسيلة لتقرير الحماية القانونية لدى الكافة، فالمساواة تعني عدم التمييز بين أفراد المجتمع، من هنا يمكن القول بأن هناك ارتباط وثيق بين مبدأ المساواة والحرية، بمعني أن المساواة هي توأم الحرية وبدونها تصبح ممارسة الحريات العامة لغواً لا فائدة منها ولا جدوى من ورائها، حيث تعتبر مسألة شكلية ليس لها أدني أثر من الناحية العملية بين أفراد المجتمع. لذلك فإن قضية الاهتمام بالحماية القانونية لذوي الهمم العالية ودمجهم في المجتمع اندماجا كليا، أصبحت في المقام الأول قضية إنسانية تتعلق بالمجتمع ككل وتحتاج إلى بذل مزيدا من الجهد، حيث يتحقق ذلك عن طريق تغيير ثقافة المجتمع نحو ذوي الهمم العالية من ثقافة التهميش إلى ثقافة التمكين، وهذا التمكين يظهر بشكل إيجابي عن طريق تأهيلهم وإكسابهم مختلف المعارف والمهارات والخبرات التي تؤهلهم للمشاركة الفعلية في مختلف أنشطة الحياة، وذلك على اعتبار أن عملية التأهيل تتعلق بفكرة الاعتماد علي النفس وعدم الاعتماد على الآخرين.
The concern for the rights of people with special needs is based on the rights that this group should enjoy, as recognized by the heavenly religions, stipulated in the international declarations and covenants, and adopted by countries in their national constitutions and legislations. Furthermore, the principle of equality is one of the fundamental principles upon which any political system in society is based, as a means of establishing legal protection for all. Equality means non-discrimination among members of society. Hence, it can be said that there is a close connection between the principle of equality and freedom, meaning that equality is the twin of freedom, and without it, the exercise of public freedoms becomes futile and useless, as it becomes a formal matter with no practical effect among members of society. Therefore, the issue of concern for the legal protection of people with special needs and their complete integration into society has become primarily a humanitarian issue related to society as a whole, and it requires more effort. This can be achieved by changing the culture of society towards them from a culture of marginalization to a culture of empowerment. Such empowerment is positively manifested by rehabilitating them and equipping them with knowledge, skills, and experiences that qualify them for effective participation in various life activities, considering that the rehabilitation process is related to the idea of self-reliance and independence from others.
|
