ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا









الشعوبية وآثارها السلبية على الخلافة الإسلامية

المصدر: المجلة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية
الناشر: مركز السنبلة للبحوث والدراسات
المؤلف الرئيسي: ملحم، عادل أحمد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Melhem, Adel Ahmed
المجلد/العدد: ع26
محكمة: نعم
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2024
الشهر: آب
الصفحات: 1 - 42
ISSN: 2709-5312
رقم MD: 1514623
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

3

حفظ في:
المستخلص: يتناول هذه البحث الشعوبية وآثارها السلبية على الخلافة الإسلامية بكل موضوعية. والواقع أن ولادة الشعوبية لم تأت من العدم ولم تك محض الصدفة وإنما جاءت إحياءً لتراث الحضارة الفارسية التي أمعنت في معاداة العرب واعتبرتهم السبب في زوال ملكهم، الأمر الذي دفعهم إلى التفكير بالانتقام من العرب والمسلمين، لقد اعتبر هؤلاء أن الإسلام جاء ليغير الكثير من المعتقد أن المفاهيم والعادات والتقاليد التي كانت سائدة عندهم، ولأن الدولة العربية الإسلامية بدأت انطلاقة جيدة وفقاً لدستور جديد هو القرآن الكريم، وقد توسعت حتى أصبحت دولة مترامية الأطراف، تفاعلت عليها عناصر متعددة، عربية وفارسية وتركية، وشهدت بني اجتماعية وعنصرية متباينة وتطورات سياسية واجتماعية هامة، حددت مسيرتها ونهجها، ولعل عامل الدين فقط شكل الرابط الأساسي بين المجتمعات المتنوعة. وقد اعتمدت في بداية عهدها على السيوف العربية في سياستها التوسعية خاصة في ظل الدولة الأموية، وقد شكل هذا الإجراء نقمة لدى الموالي الذين انضووا تحت راية الإسلام واعتبروا أن الأمويين يتعاملون معهم بعنصرية، ولكن ما لبثت أن تغيرت الحال مع وصول العباسيين إلى الحكم حيث استعانوا بهم في البداية حتى وصلوا لتولي الخلافة واشركوهم في الدولة كوزراء وقادة عسكريين وجند، ثم ما لبثوا أن استفحل أمرهم، فقاموا بالحركات الانفصالية في العديد من الولايات التابعة للخلافة العباسية، الأمر الذي أدى إلى تدهور أحوال الخلافة وتسبب بضعفها وزوال ملكها فيما بعد، كل هذه الحركات لم تكن صدفة وإنما جاءت عن سابق الإصرار على فكرة الشعوبية.

وبسبب تركيبتها السكانية المتعددة الأجناس والأعراق، نتج عنها ضعف سلطان الخلافة وطمع الولاة في الأطراف إلى الاستقلال بولاياتهم وتشكيل دويلات انفصالية، وسبب ذلك بالأساس هو الانعكاس السلبي للحركات الاجتماعية والسياسية وعلى رأسها الحركات الانفصالية التي قام بها الموالي، إضافة إلى ثورة الزنج وثورة بابك الخرمي وغيرها من الثورات التي طعنت الخلافة العباسية في الصميم، إضافة إلى الحركات الدينية التي قامت هنا وهناك، كل واحدة منها تدعي أحقيتها بالخلافة. شكلت الخلافة العباسية منعطفاً مهماً في مسيرة التطور الإسلامي، غير بشكل جذري المجتمع الإسلامي، وترك انطباعاً عميقاً في مختلف نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفتح أمام المسلمين من غير العرب، باب الظهور في تلك النواحي. وبالرغم من الدور الإيجابي الذي لعبته الشعوب الإسلامية غير العربية ( الموالي)، إلا أنه انعكس سلباً في بعض الفترات على هذه الدولة، بسبب سيطرتهم على مقدرات الدولة، ومنها تدخل العناصر الفارسية والتركية في مفاصل الحكم، بما فيها السيطرة على الخلفاء وإلغاء دورهم كلياً في أغلب الأوقات، ونلاحظ أن الحركة الشعوبية بدأت بوادرها بالظهور في العصر العباسي الأول، ولكن الخلفاء العباسيين الأوائل استطاعوا الحد من تدخل الفرس عن طريق قمعهم ويبدو ذلك جلياً، من المواجهة التي قام بها أبو جعفر المنصور ضد أبي مسلم الخرساني الذي كان له الفضل الأكبر في قيام دولة بني العباس ولكن عندما طمع في ولاية خرسان وفكر في عصيان أوامر المنصور قضى عليه هذا الأخير، تداركاً لشره في المستقبل وكذلك تجلت الصورة في ردع البرامكة، حيث قضى هارون الرشيد على البرامكة برئاسة جعفر بن يحي البرمكي عندما استشعر منهم أطماعاً في الخلافة فعمد إلى القضاء عليهم. وابتداء من العصر العباسي ظهر بشكل جلي تدخل العناصر التركية والفارسية في الحكم وأصبح نفوذهم يتعدى الوزارة، إلى تسمية الخلفاء وعزلهم الأمر الذي انعكس سلباً على مسيرة الدولة، وصادر قرار الخليفة الذي اقتصر دوره في الحكم على بغداد، وطمع هؤلاء الوزراء في مالية الدولة فكانوا يفرضون على الخلفاء دفع المبالغ الطائلة لهم، مما أرهق مالية الدولة، المنهارة أصلاً، نتج عنه انسلاخ الولايات البعيدة عنها، إضافة إلى ظهور الدويلات المتعددة في الشرق الأقصى، وفي شمال إفريقيا، وكذلك الدولة الأموية التي ناصبت العباسيين العداء، والدولة العبيدية الفاطمية، إضافة إلى العوامل الخارجية التي تمثلت بطمع كل من ملوك الغرب والشرق بالخلافة، وتأمر آخر الوزراء الشيعة مع هولاكو الذي استطاع القضاء عليها.

ISSN: 2709-5312

عناصر مشابهة