المستخلص: |
يتناول هذا المقال للأستاذة فاطمة جبر دراسة تحليلية لظاهرة الانزياح التركيبي في شعر أبي نواس، بوصفها أداة فنية تسهم في إبراز خصوصية أسلوبه الشعري وقدرته على تجاوز النمط اللغوي التقليدي. مبينةً مفهوم الانزياح من حيث اللغة والاستعمال البلاغي، على أنه انحراف عن البنية النحوية المعيارية بهدف تحقيق دلالات جمالية وتعبيرية تتجاوز المعتاد، مستندًا في ذلك إلى طروحات جان كوهين ونظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني. يركّز التحليل على أربعة أنماط رئيسية من الانزياح التركيبي، هي: التقديم والتأخير كما في تقديم المفعول به لإبراز المعنى أو التأكيد، والاعتراض الذي يفصل بين الكلمات المتلازمة لإضفاء بعد تعبيري، والحذف الذي يوظفه الشاعر أحيانًا لتحقيق الإيجاز أو لإثارة التأويل، بالإضافة إلى أساليب تركيبية أخرى تسهم في تشكيل البنية الشعرية المتمايزة. ومن خلال استعراض أمثلة من شعر أبي نواس، يبين المقال كيف استخدم هذه الأدوات للتعبير عن حالات وجدانية مثل الخشية والتوبة، ولخلق إيقاع لغوي يتناغم مع المضمون. يخلص المقال إلى أن الانزياح في شعر أبي نواس لم يكن مجرد تجاوز عفوي للقواعد، بل كان أسلوبًا فنيًا واعيًا يعكس رؤيته الجمالية وسعيه لإعادة تشكيل اللغة بما يتماشى مع تجربته الإبداعية الفريدة. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|