المستخلص: |
إن تقنيتي الاسترجاع والاستباق هما الركن الذي تقوم عليهما المفارقة الزمنية، إذ كل تقنية تمتاز بالمدى والاتساع، مما يظهر نظام الزمن في الأعمال الروائية، وهو ما يوضح ترتيب المقاطع الزمنية بحسب ترتيب المقاطع النصية الناجمة عن ازدواجية الزمن الداخلي مع زمن الخطاب الروائي، فكان الاسترجاع عملية تسمح بإيراد حدث سابق لأحداث القصة الجارية، وهو أمر يخضع للاستذكار، مما يجعل السرد يمضي وفق مستويين: مستوى أولي، ومستوى ثانوي، إذ الأول يتولد من الثاني، ويقع في نقطة البداية أو الافتتاح، والثاني يقع قبلها من هنا تم التمييز بين الاسترجاع الخارجي والاسترجاع الداخلي، فالاسترجاع الداخلي متباين فهو تارة متجانس مع الحكاية وأحيانا أخرى متباين، وثمة نوع آخر هو الاسترجاع المزجي، وهنالك استرجاع جزئي واسترجاع تام، وهنالك استرجاعات متممة وأخرى مكررة. وبناء على ما تقدم يمكن القول: إن الزمن يلعب دوراً أساسياً في الرواية، لا بل إنه أهم عناصرها على الإطلاق، لأن له دورا بنائيا يتحكم بنظام السرد، ويحدد المنطق الذي يقوم عليه، فالأعمال الروائية عادة تتميز ببنائها الزمني.
|