المستخلص: |
تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة في الدولة العربية الإسلامية سنة 41هـ/ 661م، في أعقاب حرب أهلية ذرت نارها طيلة سنوات عدة، فأصابت وحدة الأمة العربية في الصميم، وأتت على مركز السلطة؛ فانتشرت الفوضى في كل مكان وانفجر الصراع مجددا بين القبائل العربية، وأخذ بعضها يشهر ببعض، ويجاهر بالعداء للحكم الجديد وللمركزية في السلطة التي لم تتعود عليها القبائل العربية من قبل، مما جلب المتاعب، واستدعى اتخاذ الإجراءات الصارمة لإعادة الأمن والاستقرار في الدولة. ففي الداخل كان هناك فرقتا الخوارج والشيعة الذين كان أصحابهما لا يرضون بأي شيء غير الوصول للحكم وتسلطهم على البلاد، ونشر أفكارهم ومعتقداتهم، كما ظهر من جديد الصراع بين القبائل العربية من قيسية ويمنية، بالإضافة إلى عصيان بعض الولاة، وقادة الفتح، وعدم رضاهم على تولي معاوية زمام الأمور في الدولة العربية الإسلامية. وفي الخارج كان هناك البيزنطيون الذين هم ألد أعداء الدولة الإسلامية، والذين فقدوا معظم ممتلكاتهم في الوطن العربي، فكانوا ينتهزون أي فرصة للوثوب على أراضي وممتلكات الدولة الإسلامية من ناحية الشمال عند منطقة الثغور، وجبال طوروس، حيث كانوا يتحالفون مع السكان المحليين للانقضاض على الجيوش الإسلامية المرابطة هناك، وفي المغرب الإسلامي كان البربر الذين انضووا تحت لواء الدولة الإسلامية بعد فتح مناطق في العصر الراشدي، وكان معظم هؤلاء لم يتغلغل الإسلام في نفوسهم جيدا، كذلك كانوا ينتهزون كل فرصة للارتداد والعصيان المسلح بمساعدة البيزنطيين الذين كانوا يسيطرون على سواحل البحر المتوسط بأساطيلهم. وخلال مدة خلافة معاوية التي امتدت إلى سنة 60هـ/679م استطاع التغلب على معظم الصعاب التي واجهته والقضاء على معظمها وبذلك استطاع تأسيس دولة قوية الأركان استمرت أكثر من تسعين سنة إلى سنة 132هـ/749م. ومن خلال هذا البحث سنتطرق للكثير من تلك الأعمال والإنجازات التي قام بها معاوية من خلال المباحث أو المفردات التالية: 1- ترجمة حياته. 2- توليه الخلافة. 3- أشهر الولاة في عصره. 4- تولية العهد لابنه يزيد. 5- الفتوحات الإسلامية في عهده وتأسيسه للأسطول البحري. 6- موقفه إزاء فرقتي الخوارج والشيعة.
|