المستخلص: |
كتاب كليلة ودمنة ظاهرة أدبية فريدة، وعمل فني له خصوصيته ويُعدُ كتابُ كليلةَ ودمنةَ لعبد الله بن المقفع عملاً فنياً – في تصوري – قد سبق صاحبهُ عصرهُ، وما أن يقرأهُ المرء حتى يجد نفسه مشدودا إليه، أسيرا للغته حينا، ولقصصه حينا آخر، ولجوانب الفن التي يحملها السرد حينا ثالثا، وللفكر الذي يشتمل عليه حينا رابعا... وتحاول هذه الدراسة قراءة باب إبلاد وإيراخت وشادرم ملك الهند قراءةً متأنيةً، ترصدُ بعض الجدليات التي يحملها السرد في هذا الباب من جانب، وتطرح بعض القضايا الفنية المرتبطة به من الجانب الآخر. وتعتمد منهجيةُ هذه الدراسة على فرضيةٍ أساسيةٍ تتمثلُ في قدرةِ الإبداعِ الفني ليس فحسب على العطاءِ؛ بل قدرتهُ على البقاء والاستمرار، وواعية أيضاً بأن الإبداع الحقَّ هو العمل القادر على تقديم الجديد المبتكر؛ الذي يزداد في تألقه وجماله عند الاحتكام إليه وقراءته قراءة جديدة/ ثانية أو ثالثة... الخ، وهو ما نجده في هذا الباب من أبوا كليلة ودمنة؛ الذي تتكشفُ أسراره وتتبدى جمالياته مرة بعد مرة؛ وكلما تأملته مرة ورجعت إليه ثانية؛ وجدته متجددا مشتملا على الجديد.
|