المستخلص: |
المثلات عبارة عما أصاب القرون الماضية من العذاب المنقطع النظير. وقد اطرد الإخبار عن حجيتها بما يفيد التعظيم والتكثير والتوكيد ؛ لأهميتها البالغة وكثرة عبرها وعظاتها ، ومن أعظم ما تدل عليه من المطالب أصل دين الرسل جميعا ؛ وهو الإيمان بالله وحده والكفر بما يُعبد من دونه ؛ فهي تدل على حد الإيمان وتفسيره، وأنه قول وعمل لا يختص بالقول وحده كما تزعم المرجئة . وتدل على شرط اعتبار الإيمان وهو حصوله حال الاختيار لا حال الضرورة، فلا يقبل إيمان المعاينة خلافاً لمن صححه من الصوفية. وتدل أيضاً على أصل الإيمان وقاعدته ؛ وهو تصديق الرسل ؛ لأن الله لا يؤيد بنصره المستقر إلا من كان صادقاً فيما يخبر عن الله وعن دينه . وتدل آخراً على ثمرة الإيمان وفائدته ؛ وهي تحقق ما ينتظر من وعد الله ووعيده؛ لأن إنجازه فيما مضى آية بينة على صدق ما ينتظر من عدات الله في الدنيا والآخرة.
|