المصدر: | آداب الكوفة |
---|---|
الناشر: | جامعة الكوفة - كلية الآداب |
المؤلف الرئيسي: | البصيصي، منذر جلوب (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 4, ع 10 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
العراق |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
التاريخ الهجري: | 1433 |
الصفحات: | 355 - 380 |
DOI: |
10.36317/0826-004-010-011 |
ISSN: |
1994-8999 |
رقم MD: | 188776 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
الإسلام كمنظومة ثقافية في فكر معتنقيه في المجتمعات الإسلامية لم يبق على صورة واحدة ثابتة على مر التاريخ بل مر بتغيرات. هذه التغيرات أثرت بطبيعة توجيه نظرة معتنقي الإسلام إلى الحياة وبتصورهم عن صفات وتوجهات المسلم المثالي. هذه التغيرات نشأت عن أحداث تاريخية ووقائع هامة وقعت في المجتمع الإسلامي. كان من التغيرات ما أدى إلى انتشار ظاهرة الزهد في مرحلة معينة وظهور العمليات الانتحارية في مرحلة أخرى رغم تحريم الإسلام قتل النفس بصيغته التقليدية. غني عن القول أن الدين يؤثر في السلوك. الإسلام يمكن أن يكون الأكثر أثرا من بين الأديان في التقليل من عدد حالات الانتحار في صفوف أتباعه. ولكن عندما تتدخل السياسة وتتداخل وتختلط مع العقيدة، فسوف تحدث بعض النتائج غير المتوقعة. حالات الانتحار العادية بين المسلمين أقل منها بين غير المسلمين، ومع ذلك هناك نوع آخر من الانتحار يحدث بين المسلمين أكثر مما يحدث بين غير المسلمين، ذلك هو الانتحار ذو البعد السياسي، أو ما يعرف في وسائل الإعلام باسم العمليات الانتحارية. بدأت التفجيرات الانتحارية بتجنيد مقاتلين انتحاريين في معارك بين المسلمين وأعدائهم من أجل استهداف الأهداف العسكرية الإستراتيجية. وتطور الأمر ليتم استهداف مواقع إستراتيجية بغض النظر عما إذا كانت مدنية أم عسكرية. بعد ذلك بدأت الهجمات الانتحارية التي تستهدف كل من يتعاون مع العدو أو أي أشخاص ينتمون إلى فئة تعامل كثير من أفرادها مع العدو بصرف النظر عما إذا كان الأشخاص المستهدفون بالهجوم الانتحاري قد تعاونوا مع العدو هم أنفسهم أم لا. ومن هنا يأتي استهداف المسلمين الشيعة، وأفراد الشرطة والجيش العراقيين لأنهم يتعاونون مع الأميركيين ثم تحول الأمر إلى استهداف أي شيعي. وبهذه الطريقة تم استخدام الانتحار كسلاح. ومن الواضح أنه سلاح غير عادي. ولكن الاستخدام المفرط له انخفض به إلى المستوى العادي. وسواء أكان ذلك تطورا طبيعيا لاستخدام هذا السلاح، أو كان تغييرا متعمدا عملت عليه أجهزة المخابرات من أجل تشويه سمعة هذا السلاح الفتاك، وتحوله من مصدر قوة وردع إلى موطن من مواطن الضعف، في كلتا الحالتين فإن ذلك يعني أن الفكر الإسلامي وصل إلى نقطة تحول حيث يحتاج إلى إعادة النظر قبل أن تصبح فكرة الانتحار وفعل الانتحار رغبة عامة وميتة مثالية للمسلم الصالح بنفس الطريقة التي صار الزهد فيها هو الطريقة المثلى لحياة المسلم الصالح. وبينما يساعد الدين على إيجاد السلام الداخلي، ويجعل معتنقيه يحجمون عن الانتحار، بل يحرم عليهم ارتكابه، يبقى بإمكان التطرف الديني أن يجد وسيلة للالتفاف حول أوامر الدين في هذه المسألة، ويفتح بوابة واسعة للانتحار. وهذه البوابة التي فتحها التطرف الديني في الإسلام هي التفجير الانتحاري. في محاولة لمعرفة ما يمكن أن يقدمه الإسلام إلى الغرب وجدت أنه من المعروف أن الإسلام قد قدم الكثير للبشرية برمتها، واليوم يمكن أن تساعد العقيدة الإسلامية المجتمعات للحد من معدلات الانتحار من بين أمور أخرى. وأخيرا ثمة سؤال اخترت أن أتركه مفتوحا: كيف يمكننا الاستفادة من الجانب التطبيقي لهذا الإيمان والانتفاع منه إلى أقصى حد حتى بالنسبة للأشخاص الذين يختارون عدم اعتناق الإسلام؟ \ |
---|---|
ISSN: |
1994-8999 |