| المستخلص: |
ما تزال حالة الجمود والانسداد التي شهدتها مسارات التسوية والمقاومة والمصالحة والحصار وغيرها في عام 2009 مرشحة للاستمرار في عام 2010، ويظهر أن القوى المختلفة مازالت تراهن على أن الزمن قد يلعب لصالحها؛ ولذلك فهي مستمرة في لعبة "عض الأصابع المتبادل"، وحتى "يصرخ" أحدهم أولاً، ولذا فإن عام 2010 سيكتنفه غموض، وقد يحمل بعض المفاجآت، فجميع الأطراف تعاني من أزمات، وإن بدرجات متفاوتة، فلسطينياً وعربياً وإسرائيلياً ودولياً، وهي أزمات قد تضطر البعض للتحرك لمحاولة تغيير المعادلة إذا ما شعر أن الأمور لا تجري لصالحه. إن احتمالات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ما تزال قائمة، مع أحاديث متكررة عن هجوم على حزب الله وضربات لإيران وسورية، وتستخدم إسرائيل التهديد بالحرب عنصر ابتزاز سياسي، أو أداة ردع، غير أنها قد تدخل في الحرب، خصوصاً على ما تعتبره "الحلقة الأضعف" في قطاع غزة، إذا ما استكملت استعداداتها، وهيأت "مسرح العمليات" أو البيئة المحلية والإقليمية والدولية لذلك، غير أن المنطقة قد تجد نفسها منجرة إلى الحرب إذا ما حدثت مسارات حرجة مفاجأة، كضربات نوعية توجه إلى إسرائيل، أو إلى حماس في غزة، أو إلى حزب الله في لبنان، أو إلى إيران، بحيث لا يمكن التحكم بردود الفعل المتوقعة. مازالت المعطيات الموضوعية الذاتية غير مهيأة لمصالحة وطنية فلسطينية حقيقية، خصوصاً إذا كانت ستحكم بشروط الرباعية أو بالتزامات منظمة التحرير تجاه الإسرائيليين والأمريكان، ويستبعد أن تكون هناك مصالحة حقيقية ما لم تتسم بثلاثة معايير، أولها: أن يتم ترتيب البيت الفلسطيني وفق أجندة وطنية خالصة، ووفق أولويات العمل الوطني، ودون تدخل خارجي في القرار الفلسطيني، وثانيها: أن يكون الاتفاق اتفاق رزمة شاملة يعالج مختلف الاستحقاقات، وينفذ في خطوط متوازية، وثالثها: أن يتم تنفيذ برنامج بناء ثقة على الأرض يسبق استحقاق الانتخابات، كإطلاق سراح المعتقلين من الطرفين، وإطلاق الحريات، وإعادة فتح المؤسسات المغلقة، وفتح وزارات ومؤسسات السلطة والمنظمة لجميع أبناء الشعب الفلسطيني بحسب كفاءتهم والتزامهم الوطني. ومازال الحد الأقصى الإسرائيلي المقدم للتسوية لا يصل إلى الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبله أكثر الفلسطينيين "اعتدالاً"، ولا توجد رغبة أمريكية حقيقية في الضغط على إسرائيل، وبذلك فمشروع التسوية يواجه أفقاً مسدوداً، وقد يفتح هذا المجال مستقبلاً لإيجاد ظروف موضوعية لانطلاقه جديدة للعمل المقاوم؛ وربما إلى ارتفاع أصوات متزايدة بفقدان سلطة الحكم الذاتي لمبرر وجودها، وسقوط فكرة حل الدولتين، والمناداة بفكرة الدولة الواحدة ثنائية القومية، وهو ما قد يؤثر في مسار الأحداث في السنوات القادم. \
The Strategic Palestinian Report is an annual publication by Al-Zaytouna Centre for Studies and Consultations, Beirut. This is an independent studies center concerned with future and strategic studies with special attention to the Palestinian issue. It has a consultative panel of major researchers and experts. The strategic report is edited by Dr Muhsen Saleh - an associate professor of Palestinian studies and the director general of the center. The report explores and analyzes the Palestinian issue in 2009 with regard to the internal conditions; demographic and economic indicators; land and holy places; Palestinian- Arab, Islamic and international relations; the Israeli conditions; the resistance operations; and the course of the peace settlement. The report is methodically documented and backed by dozens of tables, statistics and illustrations, and co-authored by a number of specialists. \
|
