المستخلص: |
في خطوة ريادية نحو بناء مجتمع معرفة عربي بادرت حكومة السودان بإنشاء أكاديمية السودان للعلوم جامعة حكومية ذات خصوصية للدراسات العليا وتمثل الأكاديمية إتحادا " فدراليا " يضم عددا" من الهيئات البحثية والمراكز الإستشارية المتخصصة ذات الطابع المميز للتعليم العالي والبحث العلمي وتمكنت الأكاديمية من تحقيق أهدافها خلال مسيرة ثمانية أعوام في تصميم وتنفيذ برامج الدراسات العليا في مجالات التطوير والتنمية وبناء المعرفة بغرض خدمة البلاد وتعزيز مواردها وتطوير نهضتها علمياً وتقنياً وفكرياً. تتبع اشكالية الدراسة في تحديد المسارات و الاتجاهات التي تتبعها الحكومة للتكامل مع المجتمع البحثي في بناء وتنظيم المجتمعات المعرفية و لمجابهة التحديات التي تواجه مجتمعات التعليم العالي والمراكز البحثية التي تتمثل في القدرة علي استكشاف واستنباط الطرق الجديدة للتعليم, وتصميم البرامج البحثية التطبيقية التنموية في مناطق السودان المختلفة, والاستثمار الأمثل للتطبيقات الحديثة. وبناء " عليه تحاول هذه الدراسة الكشف عن مدي إسهامات برامج أكاديمية السودان للعلوم في تحديد المسارات والاتجاهات الحكومية نحو بناء مجتمع المعرفة. هدفت الدراسة إلي التعريف بالأكاديمية وأهدافها والبرامج والمجالات النادرة التي تساهم من خلالها في بناء مجتمع المعرفة وخلق فرص للدراسات العليا والنمو المطرد لعدد الخريجين, والتعرف علي إسهامات الأكاديمية في بناء مجتمع المعرفة من خلال نشاطاتها مختلفة, ودعمها للإتحاد الفدرالي والهيئات التابعة لها وتوفير البيئات التمكنية التي تشمل معامل, وورش, ومكتبات, ودعم مادي وتطبيق برامج التنمية المستدامة, والتسليط الضوء علي خطواتها ومساراتها نحو بناء المعرفة عن طريق التعلم الجيد من خلال الجودة والتقويم والإعتماد والتقييم الذاتي, أيضا معرفة مساعيها نحو تحقيق الريادة العلمية والثقافية والتقنية حتي تصبح مستودعا للفكر العلمي والتكنولوجي خاصة العربي وبناء المعرفة بالسودان, ثم تقديم نتائج وتوصيات ومقترحات حتي تكون الأكاديمية رائدة التطوير والمرجع العلمي والتقني وبناء مجتمع المعرفة بالدولة. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وأهم ما توصلت له الدراسة بأن كفل القانون للأكاديمية الإسهام بكفاءة في دعم الدراسات العليا والبحث العلمي التطبيقي, وإتاحة فرص التدريب علي مستوي الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه للكوادر البحثية, بعد توقف التدريب الحكومي لسنوات عديدة, وبتكلفة قليلة, نجحت الأكاديمية من اجتذاب 4843 من الطلاب للتسجيل ببرامجها لدرجة الماجستير والدكتوراه بالبحث فقط و الماجستير بالمقررات حيث خرجت 1870خريجاً حتي الأن. إجتازت الأكاديمية مرحلة التأسيس بكفاءة, وتتطلع الأن لإستشراف آفاق عالية للتميز والريادة والمساهمة في بناء مجتمع المعرفة, ذلك باعتماد الفكر الحديث للتخطيط الاستراتيجي, مع الأخذ في الاعتبار كلي الإيجابيات والسلبيات التي لازمت مرحلة التأسيس, وكذلك الإنتباه لأي تغييرات أو تعديلات مؤثرة على مستقبل الأكاديمية ونموها وتطورها. بناء" على هذا المفهوم صاغت الأكاديمية الخطة الخمسية الإستراتيجية للأعوام (2012-2016), أبرزت من خلالها التحديات والمحددات التي واجهتها خلال سنوات التأسيس وكذلك الرؤية المستقبلية وتأكيد الرسالة, والبيئة الداخلية للأكاديمية. وقيمت مستوى الأكاديمية قياساً بالمستوى المميز لمثيلاتها من الأكاديميات العالمية. فأهم ما أوصت به الدراسة العمل على استنفار الجهات المعنية للحكومة والقطاعات المستفيدة من مخرجات الأكاديمية والمهتمة بالتدريب والبحث والتطوير والتكامل المعرفي لتوفير الموارد المالية لإنشاء مقر دائم ومناسب للأكاديمية وتنفيذ المشاريع المجازة في الخطة الخمسية (2012-2016), بالإضافة لتوفير البنيات التحتية والتجهيزات الحديثة أسوة بالأكاديميات الإقليمية والعالمية, وتكثيف الاهتمام بتطوير الإدارات الفنية, كالإعلام والاتصال الجماهيري, والنشر والترجمة, والمكتبة الافتراضية ومركز تقنية المعلومات, بحسبانها الواجهات الإدارية والتقانية المؤثرة وذات الدور الأساسي المساند لتحقيق المعرفة والجودة والتميز العلمي والبحثي في العالم العربي.
|