ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الثقافة الرقمية إحدى سمات مجتمع المعرفة : دراسة ميدانية مع طلبة الدكتوراه نظام ل. م. د بقسم علم المكتبات ، قسنطينة - الجزائر

المصدر: أعمال المؤتمر الثالث والعشرون: الحكومة والمجتمع والتكامل في بناء المجتمعات المعرفية العربية
الناشر: الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ووزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية
المؤلف الرئيسي: نابتي، محمد الصالح (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Nabti, Mohamed Salah
مؤلفين آخرين: بوتمجت، سناء (م. مشارك)
المجلد/العدد: ج 3
محكمة: نعم
الدولة: قطر
التاريخ الميلادي: 2012
مكان انعقاد المؤتمر: الدوحة
رقم المؤتمر: 23
الهيئة المسؤولة: وزارة الثقافة والفنون والتراث ، قطر و الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم)
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 2071 - 2087
رقم MD: 207399
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

1264

حفظ في:
المستخلص: بتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصال وظهور الموجة الثالثة، وما رافقها من بروز مجتمعات المعلومات، المعرفة واقتصاد وإدارة المعرفة، هندسة المعرفة ومصطلح الطرق السيارة للمعلومات، توجهت الرؤى نحو الاستثمار أكثر في العامل البشري والفكري حتى يجد المكانة المناسبة داخل هذه المنظومة من التطورات، حيث أضحت المعرفة الثروة الرئيسية والمحرك الفعال للتنمية على كافة الأصعدة والميادين، كما أصبح إنتاجها، أي المعرفة، من أهم مصادر الدخل القومي لبعض المجتمعات. فأما العامل البشري فقد وفرت له التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال ما يدعم تكوينه المستمر والشامل، وفق برامج التعليم الالكتروني، بعيداً عن كل الحواجز وبعيداً عن اعتبارات الوقت والسن، وأما المعرفة فإن الوصول إليها، وامتلاكها، يحتاج إلى مهارات متعددة أبسطها استخدام الحاسب الآلي وبرامجه المختلفة ونظم المعلومات المحوسبة وصولاً للإبحار في شبكة الانترنيت والاستفادة من خدماتها، مثل الشبكات الاجتماعية والاتصالات المتعددة الوسائط. وقد أتاحت النظم الخبيرة والذكاء الاصطناعي إمكانات لا حدود لها في تخزين واسترجاع معارف الخبراء والنماذج، لتعتمد في حل المشكلات واتخاذ القرارات وانجاز المهام والتخطيط والرقابة. ولما كان الجانب الاقتصادي هو دعامة التنمية فإن استثمار المعرفة، وبالتالي ظهور مجتمع المعرفة، دعم من جانبه التقنية، علاوة على تدعيمه للعامل البشري حيث اعتبرهما ركيزتين أساسيتين مجدتهما الدول المتقدمة. فالدول النامية، ومنها الدول العربية، تسعى لفهم وتقليص الفجوة الرقمية والمعرفية، التي تزيد اتساعاً كلما ابتعدنا عن تحديد أٍسبابها وأهملنا مقومات ردمها، المعتمدة أساساً على التمكن من وسائل وتقنيات المعلومات والاتصال أو ما يطلق عليه مصطلح الثقافة الرقمية. ليس من شك في أن أحد المتطلبات الأساسية لمجتمع المعرفة هو تكنولوجيا المعلومات الحديثة، علاوة على النظام التعليمي المتطور المواكب للعصر، إذ ليس من الأهمية بمكان التحدث عن قضية تمويل الأنشطة المعلوماتية والتعليمية فحسب، ولكننا يجب أن نضع أمام أعيننا أيضاً القيم الأساسية لمجتمع المعرفة، ودور الفرد والمؤسسات التعليمية والمعلوماتية في بناء واستمرار هذا المجتمع. ولا يخالجنا شك الآن في أن البحث في تطوير النظم التعليمية الجامعية، المعتمدة على تطبيقات تكنولوجيا الإعلام والاتصال، لا يجب أن يأتي أكله، ولن تكون له نتائج محققة إلا إذا عرفنا مدى التزام طلبة الدكتوراه- باعتبارهم مدرسي- بمسايرة هذه التطورات، وبالتالي مدى تمكنهم من امتلاك ثقافة تكنولوجية، ولنقل ثقافة رقمية، لأن الرقمنة تشكل الآن أعلى مراحل التطور التكنولوجي، وهذا من شأنه أن يسرع ويعجل بالوصول إلى مجتمع المعرفة المنشود- أو على الأقل تحدد بعض سماته- من طرف دول العالم قاطبة، على عكس ما كان سائداً في البدايات الأولى من التأسيس لمجتمع المعلومات، الذي اعتمد أساساً على التكنولوجيات ، مع ما تمثله التغطية الجغرافية الضيقة وكذا التغطية اللغوية المحدودة. فالعامل البشري هو محور كل عملية تطور، وبالتالي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في أي مشروع؛ فالإنسان يجب أن لا يعيش في محيط يجهله، كما أنه لا يجب أن يعيش في تبعية دائمة لمنظمات وحتى لأشخاص، يملكون مهارات لا يملكها. فالثقافة، أي ثقافة، هي تعبير عن المجتمع المعيش. فالثمانينات من القرن الماضي كانت الثقافة المنشودة هي كيف نستطيع أن نتغلب على الأمية المعلوماتية، عن طريق امتلاك ثقافة معلوماتية، حيث كنا نبحث عن القدر، اللازم والضروري والكافي من المعارف حول الحاسوب وكيفية الاستفادة منه، وكانت هذه الرغبة تمثل رأي أغلب الأشخاص. واليوم فهناك ثقافة أخرى تشكل مرحلة أخرى من التطور الحاصل في العالم والتي، كما سبق وأن أشرنا إليها، يطلق عليها اسم الثقافة الرقمية. فما هي هذه الثقافة؟ وما هي أسسها؟ وما هي سماتها؟ وما هي شروط امتلاكها والتمكن منها، ثم اعتمادها، لنصير مجتمعاً معرفياً؟ هذه الٍأسئلة وأخرى سنحاول، من خلال موضوع هذه المداخلة الإجابة عنها آخذين بعين الاعتبار طلبة الدكتوراه في تخصص علم المكتبات والمعلومات، العينة الأقرب والأكثر تعاملاً مع التكنولوجيات الجديدة وبخاصة منها تكنولوجيا التعليم.