المصدر: | المستقبل العربى |
---|---|
الناشر: | مركز دراسات الوحدة العربية |
المؤلف الرئيسي: | ولد السالم، حماه الله (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 31, ع 352 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 48 - 67 |
ISSN: |
1024-9834 |
رقم MD: | 211614 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تلك بعض أوجه هذه العلاقة المشبوهة المرفوضة التي يبدو أنها ستستمر، بدليل تأكيد رئيس المجلس العسكري الحاكم أنه لا مساس بتلك العلاقة، وأنها باقية. كما سعى رئيس المجلس العسكري الحاكم العقيد علي بن محمد فال إلى لقاء الوزير الإسرائيلي سيلفان شالوم على هامش مؤتمر المعلوماتية الذي انعقد في تونس أخيرا. وقد أدان "الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني" في بيانه بتاريخ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 ذلك اللقاء ووصفه بأنه "تنكر واضح لعدالة القضية الفلسطينية، واستهتار بمشاعر الشعب الموريتاني". ورأى "الرباط" أنه ما من سبيل أحسن لإنجاح المرحلة الانتقالية ((سوى قطع العلاقات المخزية مع الكيان الصهيوني)). وإذا كان العسكر في موقف ضعف، لغياب الشرعية، فإن الحاكم المنتخب المقبل قد يتمادى أكثر في تلك العلاقة بعد الهرولة العجيبة لفرنسا -اللاعب المهم موريتانيا-نحو التطبيع مع إسرائيل، ولا سيما بعد الإعلان عن إدخالها في نادي منظمة الفرانكفونية، فضلا عن تزايد الاهتمام الأمريكي بموريتانيا ودعمها أمنيا وتسليحيا، تساوقا مع مخاوف حلف الناتو من تحول منطقة الصحراء الكبرى إلى وكر للقاعدة. ويبقى النضال الشعبي مستمرا في مواجهة الاختراق الصهيوني: تنديدا بالعلاقات السياسية، وفضحا للعلاقات مع الشخصيات العامة، وتحذيرا من البضائع الصهيونية. لكن الخطر الحقيقي يبقى السياسات الإسرائيلية السرية لتفكيك المجتمع العربي الموريتاني، ودق إسفين الحقد بينه وبين المجموعة الأفريقية. كما يبقى من الضروري تطوير أساليب جديدة أكثر فاعلية في مواجهة الاختراق الصهيوني تتجاوز مجرد التنديد والتوعية إلى وسائل شعبية تقنية عملية وسريعة. ولن يتم ذلك إلا إذا تم نشر ثقافة مقبولة عن الصهيونية، وعن أساليب العدو في الاختراق التجاري والسياسي والاقتصادي، لأن غالبية المثقفين الموريتانيين، ولا سيما من المناضلين ضد التطبيع، لا علم لديهم بتلك الخلفية المعرفية، فضلا عن انعدام معرفة اللغة العبرية، ولو بمستوى سطحي لدى المذكورين. كما يجب الاتصال الفعال والسريع بالهيئات العربية النظيرة للاستفادة من خبراتها، واختصار الوقت والجهد على الرغم من أن "الرباط" يشكو من عدم تعاون تلك الجهات رغم إشادة بعضها بالدور الشعبي الموريتاني في ما يقدمه "الرباط" من مقاومة. ثم هناك غياب الإطار المؤسسي وعدم تشريعه حتى الآن لدى الهيئات الرسمية، لأنه لم ينل الرخيص بعد منذ أن حرمه النظام السابق من تلك المظلة. لكن من الضروري تطوير عمل هيئات مواجهة التطبيع من الموسمية والعاطفية والعمل الفردي إلى نظام المؤسسات التي تمتلك المعلومات، ولديها أرشيف منظم، وخطة تحرك حقيقية، واطلاع دقيق على ما يجري دوليا. وفي كل الأحوال، فإن مواجهة الاختراق الصهيوني لموريتانيا ليست مقصورة على رفض التطبيع التجاري والسياسي والثقافي والصحي وغيره، بل هي مسؤولية جميع القوى الوطنية، وفي مقدمتها الأحزاب والنخبة الأكاديمية القادرة على إظهار مخاطر تفتيت المجتمع وبلقنة المنطقة، وهي العملية الأكثر خطورة وشراسة من التطبيع في أشكاله المعهودة على رغم ضررها الأكيد ومفاسدها الشاملة. |
---|---|
ISSN: |
1024-9834 |