المستخلص: |
لم يُعنَ كثيرٌ من الباحثين بـــــــ (الفاصلة المنفردة) ودلالاتها، وبخاصة من تعرض منهم للفواصل القرآنية، خلا بعض الإشارات الدلالية لبعض الفواصل المنفردة؛ نحو حديثهم عن دلالة فاصلة الثاء في آخر سورة الضحى. والناظر في تلك المواضع القليلة التي تناولوها يجد أنهم يقصرون الفاصلة المنفردة – وإن لم ينصوا على هذا المصطلح – على ما جاء مخالفاً في حرف الروي (حرف الفاصلة) فحسب. ولما كان الانفراد في الفاصلة لا يتحقق بالعدول إلى الروي المنفرد فحسب، انصرف البحث إلي بيان مفهوم الفاصلة المنفردة، وأنواع ذلك الانفراد؛ من خلال رصد تغيُّر النمط المقطعي للفواصل أو اتحاد النمط المقطعي مع تغير التمثيل الصوتي للمنطوق، والوقوف على الدلالات الكامنة خلف ذلك التحول المفاجئ في إيقاع الفواصل، أو الإشارة إلى إيحاءاته الموسيقية على أقل تقدير؛ و(الإيحاء) ضرب من (الدلالة) إلا أنه أخص منها. ولما كان للسياق أثر كبير في تحديد الدلالة كان لابد من الاستئناس بالسياق المقالي للآيات السابقة واللاحقة، والسياق المقامي المتمثل في أسباب النزول وأحوال المخاطبين ونحو ذلك.
|