ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







سورية وإيران في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة بحث في الرهانات والتحديات السياسية والأمنية المشتركة

المصدر: دراسات استراتيجية
الناشر: جامعة دمشق - مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية
المؤلف الرئيسي: علي، مدين (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 7, ع 21,22
محكمة: نعم
الدولة: سوريا
التاريخ الميلادي: 2007
الشهر: شتاء
الصفحات: 237 - 263
رقم MD: 234228
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: من خلال ما تقدم في سياق البحث تبينت لنا بشكل واضح طبيعة الأهداف والتطلعات الاستراتيجية الأمريكية التي تسعى لهندسة الشرق الأوسط الممتد من الأطلسي حتى مشارف الصين، بما يسهم في إحكام القبضة الأمريكية إقليميا ودوليا، ويكرس الشروط الحقيقية المادية والمعنوية للقرن الأمريكي الجديد، الذي تغذيه نزعة امبراطورية جديدة، مازالت في طورها الأول، ترجع مراحلها الأول إلى ثمانينيات القرن المنصرم، حيث بدأت مؤشرات انهيار الاتحاد السوفييتي تنكشف بصورة واضحة، وحيث بدأ يطفو على السطح فكر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذا الإطار، لابد من الإشارة إلى أن استهداف كل من سورية وإيران، للأسباب والدوافع التي تحدثنا عنها من خلال سياق البحث، (والتي تتجاوز الأسباب التي يؤسس عليها الفكر السياسي التقليدي أطروحته في تفسيره لأسباب الضغط الأمريكي على المنطقة، كالسيطرة على النفط وتعزيز قدرات اسرائيل) ، يعد جزءا أساسيا من مخطط المشروع الذي ما يزال في مراحله الأولى، ما يعني أنه علينا توقع مزيد من الضغوط، وما يمكن أن يغير ليس الأهداف بل الأدوات والسياسات، أو أساليب الضغط والتأزيم، لأن نجاح المشروع الأمريكي الاستراتيجي لا يمكن أن يتم في ظل وجود عقيدتين سياسيتين، الأولى محكومة باعتبارات المشروع القومي العربي والتي انعطفت مؤخرا على خلفية ضعفها وتراجع رصيدها في الشارع السياسي العربي للتنسيق مع الإسلاميين باعتبار أن خصمهما واحد، وكلاهما مستهدف وجوديا، والثانية محكومة باعتبارات الشريعة والعقيدة الإسلامية وأيديولوجيه الممانعة والاستقلالية. إلا أن ما يجب أن نأخذه بعين الاعتبار هو أن استهداف هاتين الدولتين المارقتين الشريرتين بحسب تصنيف بوش والمحافظين الجدد، لا يشكل هدفا بحد ذاته، بمقدار ما هو وسيلة لاستهدافات أمريكية للقوى الإقليمية والدولية الصاعدة المنافسة (كالصين وأوروبا والاتحاد الروسي) التي تسعى للإسهام في إعادة تشكيل معادلة القوة وتوزيعها في هيكل المنظومة الدولية المعاصرة، وفق أسس تضمن لها نفوذا جيوبوليتيكيا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا في القرن الحادي والعشرين، من هنا جاءت حدود الشرق الأوسط، الكبير من ضفاف الأطلسي غربا وحتى مشارف الصين و الاتحاد الروسي في الشرق والشمال الشرقي. كما يتعين علينا أن ندرك أن مشروع الشرق الكبير، لا يمكن لأي إدارة أمريكية، سواء كانت جمهورية أم ديموقراطية أن تتراجع عنه، لأن إخفاقه ينطوي على دلالات استراتيجية بالنسبة لموقع أمريكة في بنية النظام الدولي الجديد لفترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، ما يعنى أنه يتعين علينا تبني سياسات استشرافية وعملية بعيدة عن ردات الفعل ومنطق التهوين، وإطلاق التفاؤل لمجرد أن تعثر المشروع هنا أو تأزم هناك، فالمشروع مازال في بدايته وقد يحتاج إلى حرب تمتد لأكثر من /٤٠ /سنة على حد تعبير وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسفيلد". وأختم بالتساؤلات الآتية: إذا كان الانفراد الأمريكي في قيادة العالم مرفوضا من قبل القوى الإقليمية المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية، فهل أن فشل الولايات المتحدة (مع الأخذ بعين الاعتبار خلفية حامل الممانعة والمقاومة في العالمين العربي والإسلامي) يصب في مصلحة هذه القوى الصاعدة؟ سؤال برسم النقاش.