المصدر: | الإعجاز العلمي |
---|---|
الناشر: | رابطة العالم الإسلامي |
المؤلف الرئيسي: | حامد، جمال (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 29 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
التاريخ الهجري: | 1429 |
الشهر: | صفر/ فبراير |
الصفحات: | 4 - 13 |
رقم MD: | 256175 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يعتبر تحديد جنس الجنين من القضايا التي شغلت أذهان البشر منذ قديم الزمان، ليس فقط عل مستوي العامة ولكن على مستوي العلماء والباحثين، ففي البداية كانت المرأة تتهم بأنها هي المسؤولة عن تحديد جنس الطفل، وبعد تقدم العلم واكتشاف وجود نوعين من الحوينات المنوية، انتقلت المسؤولية إلي الرجل فقط، إلا أن الحديث النبوي الشريف الذي رواه ثوبان، في الجزئية التي سأل فيها اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الولد، أشار وضوح تام إلي أن تحديد نوع الجنين، ذكرا كان أو أنثي، يكون بمشاركة الرجل والمرأة معاً، وليس بأحدهما فقط، يقول الحديث: (ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا، فعلا مني الرجل مني المرأة: أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله)، ولقد ثار الجدل كثيراً حول هذا الحديث على مر الزمان بين العلماء والفقهاء من جهة وبين الفقهاء أنفسهم سوءاً السابقين أو المعاصرين، فلقد شكك البعض في صحة الحديث وافترض الاشتباه على الراوي وأن المقصود الشبه وليس الذكورة والأنوثة، والبعض الآخر لإيمانه بصدق الحديث وثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حاولوا التوفيق بينه وبين الأحاديث الواردة عن الشبه، ومحاولة إيجاد علاقة بين العلو والسبق، كل على قدر اجتهاده في ضوء المتاح من العلوم والمعرفة لديهم في ذلك الوقت، ولقد كان هذا الجدل سبباً للطعن في السنة المطهرة من أعداء الدين والمضللين، وبالرغم من تيقننا من أن الحديث لا مطعن فيه، وثقتنا بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، إلا أن العلم لم يتمكن من تزويدنا بأدلة مادية تجعلنا قادرين على الرد على هؤلاء الملحدين والمشككين، وأخيرا وبعد مرور ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة، يظهر الحق ويثبت العلم أن الرجل والمرأة يشتركان في تحديد جنس الطفل، وذلك اعتماداً علي خصائص غير مرئية وهي الشحنة الكهربائية للأمشاج، وأن نوع الجنين يتبع نوع الوالد الذي يكون عناصر منيه أعلى، مصدقا لما أخبر به نبينا العظيم منذ مئات السنين ويكون استخدام لفظة العلو في الحديث تعبيراً مدهشاً حيث يعبر بكل دقة ووضوح عن الغلبة والقهر، وبذلك يكون هذا العلو علواً حقيقاً وليس معنويا كما كان يعتقد من قبل، وأخيراً بعد أن ظهر لنا جلياً الأسباب التي تعمل على ترجيح نوع على آخر، فإننا نقر بأن ذلك كله معلق بمشيئة الله - سبحانه - وتعالي وحده، الذي خلق الأسباب وقادر علي الخلق الأسباب وبدونها، عز في علاه، قال تعالى: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى: 49-50). |
---|