المصدر: | دراسات استراتيجية |
---|---|
الناشر: | جامعة دمشق - مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية |
المؤلف الرئيسي: | علي، وليد محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 5, ع 16 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
سوريا |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
الشهر: | صيف |
الصفحات: | 253 - 275 |
رقم MD: | 267065 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
ولكن يبقى السؤال على ماذا تراهن الدوائر الصهيونية والأمريكية؛ كي تنجح في أن تفرض على الشعب الفلسطيني وقف انتفاضته بعد كل التضحيات الجسام التي تحملها، مقابل ما هو أسوأ بكثير من اتفاقيات أوسلو المشؤومة، والتي لا تعدو تفاهمات شفهية، تذكرنا بتقرير ميتشل الأمني، ولفرض هكذا دولة فصلت على مقاس المصالح الصهيونية ولخدمة أهدافها. إن مراهنة تلك الدوائر تنطلق من الرؤية التي عبر عنها قادة الكيان الصهيوني في خطبهم ومحاضراتهم التي قدموها خلال مؤتمر هرتزيليا الخامس الذي انعقد في منتصف كانون الأول ٢٠٠٤، حيث "إن رسائل كل الخطباء، كانت متشابهة: إسرائيل قوية، الفلسطينيون أيتام، السوريون معزولون، والعالم معنا. ونضيف إلى ذلك مراهنتهم على قيادة فلسطينية لا تريد سوى كيان له علم وسجادة حمراء وجواز سفر وحرس تشريفات؛ كذلك مراهنتهم على سماسرة، من أمثال الذين أمدوا مستوطنة "هارحوما" فوق جبل "أبوغنيم" بالباطون، والذين عقدوا صفقة الإسمنت المشبوهة لمصلحة جدار العزل والضم الصهيوني العنصري، وعلى مثقفين مهزومين مثل الذين زوروا استطلاعات الرأي، أو دبجوا المقالات التي تسهم في حرب الدعاية الصهيونية. ولكي لا نتهم بسوق تهم غير موضوعية من قبل أدعياء الثقافة المثقلين بالمصالح الخاصة نورد ما جاء في صحيفة هآرتس بتاريخ 25 / 1 / 2005، حيث يتحدث "رئيس الأركان موشيه يعلون عن الحاجة إلى كي الوعي الفلسطيني -لإقناع الفلسطينيين بأن استخدام الإرهاب ضد "إسرائيل" لن يؤدي بهم إلى تحقيق إنجازات... ومؤخراً كجزء من المعركة على الوعي، قرر يعلون منح مكانة "قسم" لوحدة الحرب الإعلامية وعلى رأس القسم يقف ضابط استخبارات كبير قديم برتبة عقيد..." هذه الاستفاضة وجدناها ضرورية لكي لا يقع بعضهم عن حسن نية في فخ خدمة المشروع الصهيوني، ولتعرية حقيقة الذين يصرون على المشاركة في تلك المهمة (إنعاش وهم التسوية من جديد). ولو دققنا في كل مراهنات هؤلاء لوجدناها لا تختلف إطلاقاً عن تلك التي راهنوا عليها عند توقيع اتفاقية أوسلو. إن تحويل القضية الفلسطينية إلى مجرد قضية حياتية -اجتماعية لأناس مظلومين، وتقزيم الصراع مع المشروع الصهيوني بعده مجرد مسالة أمنية يمكن حلها بالأساليب الفنية، لا يمكن أن يشكل (مهما كبرت الضغوط وتعددت أشكالها) أكثر من مسكن قد يمكن من تحقيق الاستقرار النسبي لفترة محددة من الزمن، لا يلبث أن يزول مفعوله لتتفجر الأمور وبشكل أكثر عنفاً. وهذا ليس لأن الفلسطينيين كما العرب والمسلمين يرفضون السلام، فالعكس تماماً هو الصحيح. ولكن لأن جل ما يمكن أن يقدمه المشروع الصهيوني من حقوق للفلسطينيين هو ما تحدث عنه ديفيد بن غوريون (العمالي) في جلسة كتلة المباي في الكنيست بتاريخ 15 كانون الثاني (يناير)1951، عن حقوق "لغير اليهود (الفلسطينيين) لا تعدو حقوق أقلية تعيش في أرض "إسرائيل"، وليست حقوقاً على أرض "إسرائيل". وهذا ما يكرره شارون الليكودي هذه الأيام، وهو ما يعنيه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في أحاديثه المتكرره حول "الدولة اليهودية الحيوية". إن استمرار المراهنة على إمكانية تحقيق (تسوية مع الكيان الصهيوني تعطي الشعب الفلسطيني الحد الأدنى المتفق عليه (دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق عودة اللاجئين) لا يعدو أكثر من تعمية على البصائر والأبصار، ولن تكون له من نتيجة إلا تمكين العدو من تحويل الانسحاب من قطاع غزة الذي فرضته عليه تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومة أبطاله، إلى خطوة إلى الوراء يستثمرها لتحقيق قفزات لخدمة مشروعه الاستراتيجي فوق أرض فلسطين وفي عموم المنطقة. |
---|