المستخلص: |
تعنى هذه الدراسة بتحليل مضامين نماذج من التعليقات على النتائج والأحكام التي يصدرها أساتذة التعليم الثانوي باتجاه التلاميذ بمناسبة تقييم التحصيل الدراسي في آخر السنة الدراسية ويهدف البحث إلي التعرف على المنطق المتحكم في صياغة الأحكام من حيث الشكل والمضمون وتنزيله في السياق الاجتماعي والمدرسي الذي ينتجه. كما تهدف إلى كشف صورة التلميذ المخفية والاتجاهات الأيديولوجية والتربوية المبثوثة في أعطاف الخطاب ومدي مراعاة الأساتذة حاجة التلميذ للتقدير عند صياغة الأحكام وقد تكونت العينة من 986 حكما مستخرجا من بطاقات تقييم النتائج التي ترسل إلي الأولياء في آخر السنة الدراسية ووقع اختيار عينة من الأحكام والتعليقات بصفة طبقية وعشوائية. أما منهج الدراسة فكان وصفيا تحليليا يعتمد أسلوب تحليل المحتوي وهو أسلوب إحصائي يعمل علي تحويل المضمون إلي وحدات معنوية وبيانات كمية قابلة للقياس وعولجت البيانات إحصائيا بتطبيق الأساليب الإحصائية التالية: التكرارات والقيمة النسبية كا2. وقد أسفرت الدراسة عن النتائج التالية: - إن الشكل الغالب في صياغة التعليقات والأحكام جاء موجزا ومتناهيا في البساطة لا تتعدي تركيبته الكلمة أو الكلمتين أغلبها قوالب جاهزة تتميز بالتكرار والديمومة والاستمرارية. – إن الخطاب أغلبه تبريري تهيكله معايير وتصورات ضمنية ترتكز علي يوتوبيا التميز الطبيعي كمولد للتمايز المدرسي ويدعو ذلك إلي القول إن الخطاب الموجه إلي التلميذ يقدم المدرسة كمؤسسة محايدة تنتفي فيها الفوارق الاجتماعية فلا فرق بين التلميذ والتلميذ إلا بما منحته الطبيعة من اختلاف في المواهب وبالتفاوت في الذكاء والمجهود الشخصي. إن أيديولوجيا المساواتية (l) جعلت الخطاب يرتفع فوق التقسيم الطبقي للمجتمع والمصالح الطبقية المتناقضة المتصارعة ويؤكد علي المجهود الشخصي والموهبة كمولدين للتمايز. – إن الحقل (2) يفرض علي المدرس رقابة لا شخصية تحصر الخطاب في دائرة ضيقة تتميز بتكرار قوالب جاهزة تنقل التصور العامي السائد لوظيفة المدرسة وتتماهي مع الدرجة المسندة إلي التلميذ وتؤكد علي مركزية المدرس وتثبت سلطته. – إن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية في صياغة الأحكام من حيث الشكل والمضمون بحسب مواد التدريس وحسب وزن كل مادة في احتساب المعدل العام، كما بينت الدراسة أن هناك تباينا في مكانة التلميذ في العملية التربوية حسب مواد التدريس. – إن أغلب التعليقات والأحكام سلبية ولا تراعي حاجة التلميذ المراهق للتقدير بل تغذي شعوره بالذنب وترد الفشل إلي عيب فيه أو إلي نقص في الجدارة أو الموهبة مما يعني أن أغلبها يحتوي علي مضامين ضارة بالصحة النفسية للمراهقين.
This study is concerned with the analysis of the content of some samples of the secondary education teachers discourse and judgements to their pupils meaning to evaluate their academic achievement by the end of the trimester. The major objective of this study is to find out the major logic manipulating the formulation of the judgements of from the point of view of form and content, and the location of this logic within the social and academic framework it produces. The study aims also at unveiling the hidden picture of the pupils, the ideological educational positions that are imbeded in the discourse, and the extent to which teachers do take into account the pupil's need for consideration when formulating their judgements. The sample, consisted of 986 judgements that are extracted from the evaluation sheets sent to parents by the end of each trimester. As for the research methodology, a descriptive and analytic methodology was used following results were obtained: 1-The dominant form of the judgements_formulation seemed to be concise and simplifyed with the average of two words matching the longest structure which is repeating pre-set formulas. 2- Most part of the discourse is shaped by implicated scales that are based on the Utopia of the inborn differences as creators of academic inequality .Thus, the pupil oriented discourse presents the school as a neutral space which doesn_t tolerate social differences and which favours the inequality of skills and efforts as the main cause of differences. It_s the equality ideology which took the discourse beyond the class distinctions and the contradictory class benefits. 3- The educational fields exercise a non-personal control over the teacher which limitates the discourse to a narrow prism shadowing the current public opinion about the role of the school, faithfully reflecting the pupils marks and stressing the position of the teacher as the power owner. 4-There are some distinctions in the formulation of the judgments from the point of view form and content that are related to the subjects and their own coefficients. The study has also shown a distinction in the pupils status in the educational operation according to the subjects. Most of the judgments are negative and neglecting the need of the pupil to be considered respectfully. On the contrary, such judgments nurture the pupil's guilt and attribute failure to the pupils' lack of skills and talent.
|