المستخلص: |
استعرض هذا البحث التحولات التي حدثت في نظريات التنمية، بدءاً بنظرية التحديث، ثم نظرية التبعية، فنظرية النظام العالمي، وأخيراً نظرية الدولة التنموية. ورغم أن حدوث تلك التحولات يعكس استجابة منظري التنمية لواقع دول العالم، إلا أنها تحولات شكلية أو مقولات قديمة بقوالب جديدة. والأهم من ذلك أن تلك التحولات تعكس الارتباط، الفكري ليس فقط بين أنصار كل نظرية، بل بين النظريات التي يتم تقديمها على أساس أنها نظرية متعارضة أو متنافسة. ولهذا يمكن القول أن نظريات التنمية ترتبط بنموذج معرفي واحد يقوم على عدد من المسلمات التي تجعله غير قادر على تقديم حلول عملية ليس للدول الموصوفة بالتخلف، بل و للدول المتقدمة التي تعاني من سلبيات التنمية. وأمام احتكار الإنتاج المعرفي من خلال السيطرة على مؤسساته ووسائل الدعاية له تواجه محاولات الخروج عن هذا الإطار المعرفي تجاهلا وإهمالا يعيقها عن النمو والتطور. ومع تزايد المشكلات التي تفرزها التنمية وضعف قدرة النموذج المعرفي الحالي عن إعادة تقديم نفسه من جديد تتزايد الفرصة أمام تلك المحاولات.
|