ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







البحر الأحمر بين القرصنة و التدويل

المصدر: مجلة كلية الملك خالد العسكرية
الناشر: كلية الملك خالد العسكرية
المؤلف الرئيسي: علي، علي المليجي (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 97
محكمة: لا
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2009
التاريخ الهجري: 1430
الشهر: يونيو / جمادى الأولى
الصفحات: 73 - 79
ISSN: 1319-8000
رقم MD: 331076
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: ارتبطت أعمال القرصنة البحرية التي جرت مؤخراً في البحر الأحمر وخليج عدن بتدهور الأوضاع في الصومال، وعدم تسوية نزاعاته إلى الآن، وبات واضحاً من مجمل التفاعلات الجارية في هذه المنطقة أن استمرار انهيار وتفكك الدولة الصومالية ليس خطراً محلياً أو إقليمياً فحسب، وإنما يخلق فراغا أمنيا استثمره القراصنة المسلحون لتهديد حركة الملاحة البحرية العابرة لتلك المنطقة شمالا وجنوبا. ومن ناحية أخرى يجري استثمار هذا الفراغ الأمني من جانب القوى الكبرى للسيطرة على البحر الأحمر، وهو ما يجري الإعداد له عمليا من خلال وجود قوات بحرية عسكرية كثيفة، فضلا عن قرارات دولية - (1816) و (1838) - صدرت عن مجلس الأمن تسمح بدخول المياه الإقليمية، إضافة إلى أحاديث تترى عن شركات أمنية خاصة تعرض خدماتها لإقامة نقاط مراقبة، ودعوات تتصاعد بإنشاء بوليس سري يجوب البحر الأحمر ليل نهار دون تمييز بين مياه إقليمية أو أعالي البحار. ويمكن القول إن التسابق بين الدول الكبرى الفاعلة لا تغذيه فقط رغبات قديمة في المنطقة، بل وحاضرة أيضاً يختلط فيها الحنين الاستعماري إلى الماضي بالتطلع إلى الموقع الاستراتيجي ومصادر الطاقة التي باتت تشكل قطب الرحى في الصراع الخفي تارة، والمعلن تارة أخرى بين الفاعلين الرئيسيين؛ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، مما يعني أن كافة الأطراف - يضاف إليها إسرائيل - تسجل حضورها وعدم تخلفها عن حلبة الصراع على أهم الممرات الدولية القريبة من مصادر الطاقة. إن الأزمات تحيط بالعالم العربي وتحتاج إلى تحرك موحد لا يلقى بالعبء على قوة خارجية، فما يحدث في شرق الصومال هو هم عربي، فالصومال دولة عربية عضو في جامعة الدول العربية، وقد بات الأمل معقوداً على تفعيل ما أسفر عنه الاجتماع الثاني لمجلس السلم والأمن العربي حول ظاهرة القرصنة، حيث رفض المجلس أية محاولات لتدويل أزمة الأمن في البحر الأحمر وخليج عدن، واعتبار مسؤولية توفير الأمن هي من حق الدول العربية المطلة على البحر الأحمر، كما أكد على احترام سيادة الصومال ووحدته واستقلال وسلامة أراضيه، معتبراً أن حوادث القرصنة والسطو المسلحة على السفن في المياه الإقليمية وأعالي البحار قبالة السواحل الصومالية هي إحدى النتائج الرئيسة لغياب مؤسسات الدولة الصومالية جراء الحرب الأهلية (26)، وفي الوقت نفسه يظل الحل الأمثل لمشكلة القرصنة هو انسحاب القوات الأجنبية ووقف العدوان الخارجي على الصومال، ومساعدة البلاد على الخروج من نفق الألاعيب الدبلوماسية، فاستقرار الصومال واستعادة استقلاله ووحدته الوطنية والإقليمية، وتكوين السلطة الشرعية الممثلة للشعب الصومالي بكل انتماءاته هي الضمان الوحيد للقضاء على القرصنة، وبدون ذلك سيبقى الخطر ماثلاً على الصومال وعلى الأمن في القرن الإفريقي، وعلى الدول العربية وفي العالم أجمع، وخصوصاً بعد توقيع الاتفاق الأمني الإسرائيلي - الأمريكي في شهر يناير الماضي قبيل انتهاء الحرب على غزة، حيث يحقق هذا الاتفاق لإسرائيل مراقبة بحر العرب، والخليج العربي والبحرين الأحمر والمتوسط، فضلاً عن حق الاعتراض والتفتيش لأي قطعة بحرية تشك فيها.

ISSN: 1319-8000