المستخلص: |
تهدف هذه الدراسة لبيان دور الاجتهاد الفقهي في علاج ظاهرة الاحتباس الحراري ودور الفقه البيئي في الحد من التغيرات المناخية والتي أصبحت شغل العالم اليوم, فالإنسان هو خليفة الله في الأرض فكل ما على الأرض مسخر لخدمته وما يؤكد هذه الحقيقة الآيات القرآنية ومنها قوله تعالي: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ البَحْرَ لِتَجْرِيَ الفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ) (الجاثية/ 12). وبقاء الحياة على الأرض مرتبط بوجود طائفة ممن ينهون عن الفساد في الأرض وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة من خلال قوله تعالى: (فَلَوْلا كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرْضِ) (هود/ 116). وتجلت العقيدة الإيمانية بالمحافظة على البيئة عندما ربط الله عز وجل بين دين الفطرة ومنع الفساد في الأرض في قوله تعالى: (إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ) (غافر/ 26). وأوضحت الدراسة أهمية الفقه البيئي والاجتهاد الفقهي في معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال التأكيد على رعاية الإسلام للأسس البيئة الرئيسية الثلاثة (الإنسان والماء والهواء). وبلورة الفقه البيئي, والتأكيد على مصطلح الفقه لارتباط هذا المصطلح بوعي الإنسان المسلم الذي يقوده إلى ضبط سلوكه في دائرة الحلال والحرام لضبط تصرفاته إيجاباً وسلباً ومن ثم التأكيد على دور الفقهاء في العصور الإسلامية الذين اهتموا بتنظيم علاقة الإنسان مع البيئة, ودعمه مما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية للحد من الظاهرة,والتأكيد على مسؤولية الإنسان في الوجود وهي إعمار الأرض ليكون خليفة الله في الأرض وحماية البيئة وتحميله جزء من هذه المسؤولية وأخيرا التأكيد على أن الإفساد في الإفساد سيلحق بالإنسان الهلاك في الحرث والنسل.
|