المصدر: | فكر وإبداع |
---|---|
الناشر: | رابطة الأدب الحديث |
المؤلف الرئيسي: | الصباري، خميس بن ماجد بن خميس (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Alsabari, Khamis |
المجلد/العدد: | ج71 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
الشهر: | أكتوبر |
الصفحات: | 575 - 596 |
رقم MD: | 350922 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يورد ابن رشيق لمفهوم (التناص) قديما - تحت باب (السرقات) - مسميات من جملتها (الانتحال، والإغارة، والاجتلاب، والمرافدة، والاستلحاق)( ) وذلك من واقع ملاحظته للحياة الأدبية التي عرفت يومئذ. ويذكر أن معانيها متقاربة، وقد استعملت بعضها مكان بعض؛ مما يفسر قوله فيها: "وهذا باب متسع جدا"( ). وحديثا ينهد د. محمد مفتاح إلى رسم صورة جميلة متخيلة؛ تعبر عن مفهوم التناص؛ فيقول عنه: "فسيفساء من نصوص أخرى؛ أدمجت فيه بتقنيات مختلفة، ممتص لها، يجعلها من عندياته، وبتصييرها منسجمة مع فضاء بنائه، ومع مقاصده، ومحول لها بتمطيطها، أو تكثيفها؛ بقصد مناقضة خصائصها ودلالتها، أو بهدف تعضيدها"( ). ومن المعلوم أن للتناص أشكالا عديدة؛ منها التناص الديني، والتناص الأدبي، والتناص التاريخي الذي هو محور هذا المبحث والذي سيتناول جزءا من التناص التاريخي في الشعر العماني المعاصر؛ مركزا على غرض الرثاء لشريحة من شعراء عمان المعاصرين. وموضوع التناص التاريخي في شعر شاعر ليس موضوعا تاريخيا بحتا كما يفعل المؤرخ؛ إنما هي عملية فنية يوظف فيها الشاعر الإشارات التاريخية لصياغتها بشكل كلي فني؛ وبشكل يتلاءم مع طبيعة العمل الأدبي الذي يقوم به؛ مستهدفا بها - كما يفعل مع سائر موضوعات التناص- تطوير تلك العلاقات التي تضيف بعدا جديدا لأثره الأدبي. وللتناص التاريخي خصوصية الاقتراض منه، والأخذ عنه؛ لتأكيد حق موروث في قضية من القضايا الإنسانية؛ ترجع إلى أصل قديم لها، أو لتحفيز المخاطب؛ للاقتداء بشخصية تعد رمزا من رموز الكرامة الإنسانية، أو لعلاقات اجتماعية؛ ترتبط بروابط دينية مذهبية، أو فكرية وفنية؛ فتستدعي رمزا غائبا إلى الحضور المفاجئ دون مقدمات أو تجزئة؛ أو تحيل إلى حادثة تاريخية لها صلة بواقع الشاعر؛ لتندرج في النص بوصفها جزءا من أجزائه، أو عنصرا من عناصره. وعندئذ يجد القارئ المثقف نفسه أمام نص يتضمن ومضات؛ تقدم صورا تاريخية مكثفة؛ تكسر كل الحواجز الزمنية والمكانية بين الرمز التاريخي الغائب وبين موضع التماثل الحاضر. وحظ شعر الرثاء من ذلك التناص التاريخي هو ما ينسجم مع موضوعه؛ اقتداء بشخصية تاريخية، أو اعتبارا بحادثة، أو اتعاظا بسيرة حسنة؛ من أجل ذلك يحسن فرز أشكال التناص التاريخي كلا على حدة؛ وإن تداخلت أحيانا فجمعت الأشكال الثلاثة معا في شكل واحد. \ |
---|