المستخلص: |
تطل الألفية الثالثة على العالم، بما فيه العالم الإسلامي عموما والعربي خصوصا، والزعامة والصدارة للنموذج الغربي للحضارة، أما موقع العالم العربي فهو في المؤخرة، إلا أنه وبالرغم من هذا الموقع الغير لائق به فإن الأمل معقود على المضي قدما نحو الصدارة، ونرجو ان تكلل جهود العاملين بالنجاح. لم تقم اي حضارة على مر التاريخ إلا بتطور المجتمع من مرحلة إلى مرحلة اعلى، ومن ثم يصبح المجتمع المتطور نموذجا تحاول باقي المجتمعات الإنسانية محاكاته حدث هذا في جميع الحضارات السابقة، ولم تقم أي حضارة إلا انطلاقا من اساس أخلاقي ومن فكر عميق، ولذا فإن ايجاد مواطنين يكونون هم أنفسهم نواة لبناء حضارة وتنفيذ وتطبيق نموذجها يشكل اولوية في العالم العربي، وليس من المعقول ان ننشئ حضارة ذاتية بدون وجود عوامل أخلاقية نابعة من خصوصيات المجتمع وذاتيته. ونظرا لما للتعليم العالي عموما والجامعات خصوصا من دور رئيسي وفاعل في إرساء القاعدة الثقافية الأخلاقية والعملية التجريبية في التنمية الحضارية عن طريق التدريس والبحث العلمي فإن دوره سيكون هاما وحساسا في الألفية الثالثة، فعليه يقع جزءا كبيرا من بناء مواطن التنمية والحضارة المرجوة، وذلك عن طريق التالي: 1- ترسيخ روح العلم ومفهومه وأهمية البحث العلمي في عقلية النسيج الاجتماعي في العالم العربي، وإشاعة مناخ متكامل من الفكر العلمي الذي يحرر العقل من ربقة الخرافات والتبعية، ويدربه على المنطق والمنهج العلمي السليم. 2. استعمال اللغة العربية في البحوث، وخاصة الاجتماعية والثقافية والاستراتيجية بوجه خاص.
|