ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







القدس مرآة العرب

المصدر: المجلة العربية للعلوم الإنسانية
الناشر: جامعة الكويت - مجلس النشر العلمي
المؤلف الرئيسي: الغبرا، شفيق ناظم (مؤلف)
المجلد/العدد: عدد خاص
محكمة: نعم
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 355 - 362
DOI: 10.34120/0117-000-999-015
ISSN: 1026-9576
رقم MD: 363762
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

40

حفظ في:
المستخلص: تعيش القدس منذ عام 1967م صراعا كبيرا وغربة شاملة حول بقائها ورمزيتها وذلك في ظل الاستفراد الإسرائيلي بالمدينة وسكانها ان السعي الإسرائيلي لإخراج القدس من التسوية وتهويدها هو جزء من الصراع الأكبر على مستقبل العالم العربي، فوجود القدس تحت الاحتلال يرمز إلى طبيعة السعي الإسرائيلي لتغيير معالمها وتهويدها على حساب سكان البلاد الأصلين، ولكنه في نفس الوقت يعكس تأكل وضعف العالم العربي، ولهذا لن يكون هناك سلام في منطقتنا ما دامت القدس تحت الاحتلال، بينما الشعور بالغبن ينتشر وسط العرب والمسلمين في الداخل والخارج.. ستبقى القدس مكانا يثير خيال المقاتلين والمقاومين العرب، ويثير خيال الساعين لتحريرها على اختلاف ميولهم. أنها قصة دائمة لحالة متجددة، لن يكون القفز عنها ممكنا. فما يقع في القدس يحرك الذاكرة الخصبة حول الماضي، ويحفز الأمل بما قد يكون في المستقبل. لكن القدس بحاجة للكثير لتكون تلك المنطقة والواحة التي تعبر عن العرب والفلسطينيين وطموحاتهم لأنفسهم وثقافتهم ومستقبلهم، فهذه المرحلة تتطلب إعادة الاعتبار للشخصية المقدسية ولموقع القدس، وذلك بصفتها مدينة لكل الأديان في ظل حقوق سكانها وسيادتهم عليها، وبصفتها عاصمة للدولة الفلسطينية العربية الممكنة، أن إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية هذا العام خطوة تهدف لللدفاع عن القدس وتحصينها، وزيادة الوعي بأهمية التضامن مع أهلها في نضاله، لكن ماذا بعد هذا العام؟ ماذا عن العام الذي يليه ويليه؟ وماذا عن الاستيطان واختفاء معالم المدينة؟ إننا في صراع مع الوقت والزمن هو امتداد لما بدأ مع وعد بلفور في نوفمبر 1917م. أعي جيدا كيف وقعت القدس الشرقية والمسجد الأقصى تحت الاحتلال عام1967 في يظل الحرب المجحفة التي شنتها إسرائيل، وأدت إلى احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان، لكن بقاء الأمر معلقا لأكثر من أربعين عاما- بما يمثل ذلك من إضافة على نكبة فلسطين التي وقعت عام 1948- يجعل كل محب للقدس وساع لتحقيق حلم بعثها في الفضاء العربي يتساءل عن المستقبل واحتمال أن تثير قضية القدس من جديد انتفاضات كبرى وسعيا متجددا لتحريرها. واعي أنه لن يكون هناك سلام في منطقتنا ما دامت القدس محتلة وسكانها والشعوب العربية المحيطة بها يعيشون مذلة وطنية وإنسانية تخترق أعماق قيمهم الدينية والمعنوية والوجودية، القدس مكان ساحر يثير خيال العرب والمسلمين والمسيحيين، ويثير خيال الساعين نحوها حربا أو سلما على اختلاف ميولهم، فالقدس تحوي في ثناياها دائما قصة متجددة نابضة بالحركة، فكل ما يقع في القدس وحولها يساعد العرب والفلسطينيين على إبقاء ذاكرة الماضي الخصبة. ومنذ حرب 1967 وإسرائيل تسعى لإخراج القدس من التسوية، وذلك بتهويدها واقتطاع أراضيها، كما أنها تسعى- من خلال سياساتها- لاستيطان مناطق الضفة الغربية المحيطة بالقدس وضمها إلى بلدية القدس الإسرائيلية الكبرى، فهذه المناطق التي ضمتها إسرائيل واستوطنتها تمثل المكان الطبيعي لنشوء دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة عاصمتها القدس الشرقية، أن هذا الوضع، في ظل تقسيم أواصر الضفة الغربية المحتلة ومصادرة الكثير من أراضيها وتهويد القدس، يهدد بتعميق الصراع حاضرا ومستقبلا، إننا في صراع طويل وسباق مع ألزمن منذ وعد بلفور الظالم في نوفمبر 1917 إلى يومنا هذا. أن ضعف العرب وانقسامهم وقلة حيلتهم يرمز هو الأخر إلى ما أصابهم من ترد سياسي وفكري وثقافي وحتى حضاري، وهذا مهد في السابق إلى أن يدفع كل جيل فلسطيني وعربي ثمنا لا يقل ألما عن ذلك الذي دفعه الجيل الذي سبقه . هذه واحدة من اشد المراحل وطأة على القدس وسكانها وعلى فلسطين وحملة لوائها، وفي هذا تتحول القدس لمرآة للعرب أكان الوضع مدا أم جزرا.

ISSN: 1026-9576

عناصر مشابهة