المصدر: | أدب ونقد |
---|---|
الناشر: | حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي |
المؤلف الرئيسي: | شمس الدين، محمد علي، ت. 2022 م. (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 25, ع 286 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 25 - 46 |
رقم MD: | 370591 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يفر الشعر اليوم من اللغة المتعالية والأيديولوجيا وادعاءات الماضي في البطولة والخلود، إلى الشاعر والمقهى والإنترنت، والمترو، إنه يتدروش ويتصعلك ويتقذر ويطرق أبواباً كثيرة ليفك عن نفسه عزلته المريرة. ولعله يؤثر أحياناً، أن يترك عناوينه بلا تنسيب. فينصرح أحياناً في شكل سردي نثري يصلح لقصة قصيرة أو مقالة أو تعليق ولعل الشعر الشعري غدا نادرا أو معزول. فقد انحل في القصة والرواية والسينما والشارع، وتعددت إشاراته وأدواته، فاللغة فاضت عن القواميس والدواوين، ولا أحد يعلم هل اغتنت أم افتقرت. والشعر هل مات وتحلل أم ازداد غنى وشيوعاً؟ وحين كان أقصى هم للنثر أن يكون مبذولاً، وخصوصيته أن يبتعد عن الشعر كمعيار، فهو موجود لكي يحكى، وموليير يقول على لسان أرباجون في مسرحية ((مريض الوهم)): ((لقد عشت عمري أتكلم النثر ولا أعلم))... وهو ذو عنصر سردي ومسل (في ألف ليلة وليلة)، وخادم للأغراض اليومية من لغة الباعة في الشوارع إلى ثرثرة المنازل والشرفات.. إلخ. إن هذا النثر، صار اليوم، بحسبان بعض الشعراء، هم الشعر وهدفه في أن يلتحم به. لكن، في الجانب الآخر لهذا التدجين للشعر بالنثر، أو لافتراس النثر للشعر، مازال ثمة شعراء لهم إنشادهم الملحمي العالي، أو اللغوي المتشبث باللغة كبنية دفاع أخيرة ضد الاهتراء والتآكل.. والأهم، هو أنه، اليوم، ثمة من فتحوا بالشعر ثغرات وكوى في الحجرة المصمتة والقاتلة، نحو الغيب، مجرى نحو الإشراق.. إن الإشراق، على ما أرى، هو الخلاص |
---|