ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الخطاب الثقافي ومكوناته : الخطاب النقدي السعودي ، البليهي نموذجا

المصدر: ملتقى تبوك الثقافي الثاني - تحديات الخطاب الثقافي العربي
الناشر: النادي الأدبي بتبوك
المؤلف الرئيسي: ابن تنباك، مرزوق بن صنيتان (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: تبوك
رقم المؤتمر: 2
الهيئة المسؤولة: النادي الأدبي بمنطقة تبوك
التاريخ الهجري: 1431
الصفحات: 293 - 309
رقم MD: 408620
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

45

حفظ في:
المستخلص: يدور خطاب البليهي النقدي في محورين كبيرين: التخلف الذي يعيشه نصف العالم أو أكثر من النصف، وفي هذا النصف يقع العرب والمسلمون في ماضيهم البعيد وفي حاضرهم، وأسباب ذلك عنده عدة يكررها، ولا يمل تكرارها وهي الجهل بالحقائق والأسباب، ولهذا اختراع ما يسميه علم الجهل، السبب الثاني عنده التخلف الذي يقبع فيه العالم الذي ينتمي إليه الكاتب مما جعله يسك مصطلح بنية التخلف في حال، وحصون التخلف في أحوال أخرى، السبب الثالث البرمجة الذهنية والعقلية التي تحول الإنسان في هذا العالم إلى أداة سماع وترديد أبله فيما يزعم، ونتيجة ذلك أمحت شخصية الفرد، وذابت في الجماعة... رابعاً التكالب على المصالح الخاصة والاستخفاف بالمصالح العامة مع تسلط الأنظمة السياسية واستبدادها وقمعها وغطرستها التي أوصلت مجتمعاتها إلى الدرك الأسفل، وبينما يرى أن الحضارة الغريبة هي حضارة الازدهار والإنجاز الباهر الذي لا يمل أيضا شرحه وتوضيحه وبيان ما يعتقد فيه من المزايا الرائعة كما يحب أن يصفها، ويكرر ذلك دون ملل أو كلل. وإذا عدّ أحد خطاب البليهي النقدي بأنه خطاب منحاز إلى الحضارة الغربية حفي بمنجزاتها معجب بها فإنه لا يزعجه ذلك، بل لا يخفي هذا الاحتفاء والإعجاب، وهو حاضر في بيانه وشاهده ما يقع تحت أنظار الناس، وما هو مدرك في حياتهم اليومية مقابل الغياب التام لوسائل الدفاع عن الحضارة العربية والإسلامية في المنطق نفسه والسياق الاجتماعي إياه. وإذا كان هناك من مأخذ على مجمل هذا الطرح فإن تلك المآخذ تنحصر في عدد من النقاط: الأولى: أنه يجسد واقعاً لا يختلف عليه اثنان في حال المقارنة بالمنجزات المادية، ولا حتى المنجزات الأخلاقية والقيمة، ولكنه يغفل الأسباب الحقيقة لتطور الغرب وتخلف العرب، أو بمعنى آخر يدور حول الأسباب أو ما يعتقد أنها الأسباب الكامنة في بنية المجتمع في العالم الثالث، ولا يكاد يلامسها بلغة بينة صريحة. وعندما تلجئة الأسئلة أو سياق الكلام عن معوقات النهوض يعمم في رؤيته ويحيل إلى الإجابات الموهمة وإلى الثقافة وإلى الزمن وإلى التاريخ وهلم جراً، ولكنه لا يحدد أي نوع من الثقافة. ذاك الذي هو سبب الجمود والتخلف عنده، فالثقافة واسعة في تعريفها متشبعة في مضامينها متباعدة في آلياتها، فأي جزء منها هو سبب التخلف والانتكاس فيما يرى؟ وأي جزء منها هو سبب التقهقر والتردد والحرمان؟ ذلك ما لم يستطع أن يلامسه بالتفصيل، أو يناقشه في الحوارات الكثيرة التي أجريت معه، أو يشير إليه، ويحدده لقرائه. ليس في مشروعه النقدي برنامج للخلاص من التخلف الذي يرى أنه بنية صامدة في وجه التقدم والازدهار، وليس في طرحه أمل أن ينجو المستقبل لعالمه العربي والإسلامي من الركود، ولهذا السبب لم يقبل أن يوصف العالم العربي والإسلامي بالتخلف، بل شح عليه في هذا الاسم "التخلف" وعلل لذلك تعليلاً منطقياً لغوياً، وأحل محل التخلف التقهقر والتراجع والنكوص. وهو يميل بلغته إلى المترادفات في عرضه لرأيه في الغرب مما يحيل إلى لغة الإنشاء في بعض الأحيان، مثل الفقرة السابقة حين يقول: "فالواقع الغربي المزدهر يزخر بكل ما هو عجيب وجميل وبديع ورائع ومدهش" ومثل هذه المترادفات تظهر مدى ما يريد أن يقنع القارئ به، ولهذا السبب تأتي عباراته سريعة متتابعة، وكأنه يسارع لإلهاء القارئ وإرباكه بهذه الكلمات التي يصفها، بينما واحدة منها تعبر عنها جميعاً، يوحي خطابه النقدي بما لا يدع مجالاً للشك بأنه يوجه جل نقده إلى الواقع الاجتماعي الذي يعيشه مجتمعة خاصة أو الدائرة الضيقة من مجتمعات متجانسة متشابهة مثل مجتمعات دول الجزيرة العربية، ولكنه يحاول ألا يقف كثيراً على قضايا هذه المجتمعات إلا بشكل لمحات وإيماءات بعيدة، كوصفه العشائرية والعصبية، وهو عندما لا يجد خروجا من إلحاح السؤال يشير إلى أن ما يكتبه "يأتي من منظور عام ينطبق على أي مجتمع متخلف" أو يقول: "إنني لا أكتب وفي ذهني المجتمع المحلي فقط. "حوارات 102" وذلك مما يوسع مجال التهمة ويبددها على رقعة واسعة من سكان الأرض؛ فالتخلف يغلب على أكثر سكان المعمورة. وهو بلا شك لا يريد أن يصلح حال الناس جميعاً، إنما همه بالضرورة العالم العربي والإسلامي الذي يشاركه كثيراً من مقوماته الثقافية والفكرية.

عناصر مشابهة