ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مكانة العقل في القرآن وأثره في التفسير

المصدر: مجلة العلوم الشرعية
الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
المؤلف الرئيسي: الراعوش، عماد طه أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع24
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2012
التاريخ الهجري: 1433
الشهر: مايو - رجب
الصفحات: 347 - 403
ISSN: 1658-4201
رقم MD: 412279
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

167

حفظ في:
المستخلص: أنزل الله عزو جل القرآن الكريم هديا للناس يسيرون عليه في كل شؤون حياتهم التشريعية العملية والفكرية. ويسر لهم فهمه والاستنباط منه وكلف النبى صلى الله عليه وسلم بتفسيره حسب ما تقتضي الحاجة. وكان صلى الله عليه وسلم هو المرجع في تفسير القرآن الكريم يبين ما يحتاج إلى بيان ويجيب الصحابة عما يشكل عليهم. وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم صار الصحابة يلجؤون إلى القرآن نفسه ليجدوا فيه حكم ما يحتاجون اليه من المستجدات، وإلى ما أثر عن النبى صلى الله عليه وسلم، فما وجدوه آخذوه، وما لم يجدوه لم يكن بإمكانهم إلا أن يعملوا فيه عقولهم ليستنبطوا له حكما ما مستعينين بما في القرآن نفسه ثم بما اثر عن النبى صلى الله عليه وسلم. ‏ في حكم هذه الطريقة في التفسير نشأت مدارس. منها من يجيز ومنها من يمنع، ومنها من يفصل. ولمناقشة هذه المسألة المهمة لا ‏بد من الرجوع إلى أصل الخلاف وهو موقف القرآن من العقل، والعلاقة بينه وبين النقل. لكن حتى في هذه لم يتفق المسلمون على رأى واحد، ولعل الخلاف في هذه هو سبب الخلاف في تلك، انقسم المسلمون في هذه القضية إلى فرق منها من يقول بأن العقل يستقل عن الوحي. ومنها من يقول بأنه لا ‏يستقل وليس له إلا أن يتبع الوحي، ولإثبات مذهبه استدل الفريق الأول بأدلة غاية ما تدل عليه أهمية العقل، واعتباره مصدرا من مصادر المعرفة، دون أى إشارة إلى أنه يستغني عن الوحي، واستدل الفريق الثاني بأدلة غاية ما تدل عليه بيان أهمية الوحي دون أى اشارة إلى أن الوحي يستغني عن العقل. ‏ومع بالغ تقديرى للعلماء الأجلاء الذين قالوا بالقولين إلا أن جمهور المسلمين لا يرون هذا الرأى ولا ذاك، ويجدون العدل والتوسط الاتجاه نحو نقطة التوازن، النقطة التي يتلاقى فيها الوحي مع العقل، ويكمل كل منهما الآخر. فلا العقل يستقل عن الوحي . ولا الوحي يهمل العقل، ولكل منهما ميدان يخوض فيه وفق منهج القرآن وسنة النبى صلى الله عليه وسلم. ‏ فإذا تقرر هذا المبدأ أصبح من السهل إيجاد علاقة معتدلة بين التفسير بالنقل والتفسير بالعقل، وها هنا فرق العلماء بين نوعين من التفسير العقلي: واحد مقبول يقوم على النقل أولا ثم على النظر والاجتهاد والاستدلال وفق ضوابط الاجتهاد. وآخر مرفوض يقوم على الهوى والتعصب والانتصار للرأي ولا يستند إلى دليل نقلى أو لغوى أو عقلى. وعليه وجدت أن المنهج الأعدل هو التوسط بين الموقفين. بإجازة الأول ومنع الثاني. لأن منع هذا المصدر من التفسير مطلقا غير جائز بل غير ممكن. إذ كيف يمكن الاقتصار على المنقول مع تجدد الحياة والحاجة الى استنباط الأحكام لهذه المستجدات.

ISSN: 1658-4201

عناصر مشابهة