المستخلص: |
فإن مما تتميز به اللغة العربية المرونة في التعبير عن الأغراض والمقاصد التي يريد المتكلم أن يوصلها إلى المخاطب، بما تمتلكه من ثروة لغوية هائلة يستطيع بها مستعملها من تكوين بلاغة عالية في الأداء اللغوي بمستوى يجعل المتلقي متفاعلاً مع ما يتلقاه من مرسلات لغوية فهماً وراحة نفسية، والمرونة المذكورة نلحظها في بناء تراكيبها من حيث: التقديم والتأخير، والحذف، والزيادة، والمراوحة بالعدل عن الطابق النوعي تذكيرا وتأنيثا،والعددي مفردا ومثنىً وجمعاً، وتجاهل الاختصاصات النحوية، والفصل، والاعتراض بين لفظين متلازمين، وغيرها من الظواهر العدولية عن القواعد الأساسية المطردة في بناء التراكيب اللغوية، وكذلك نلحظها في صياغة ألفاظها من خلال التعبير عن زمن لفظ بلفظ آخر، كالتعبير عن زمن الماضي بلفظ الفعل المضارع، أو التعبير عن زمن المستقبل بلفظ الفعل الماضي، أو العدول عن مشتق إلى مشتق آخر في سياق ما، مما يمكن أن يندرج تحت باب: (التحولات عن الصيغ الصرفية)، أو: (التبادل الدلالي بين الأبنية)، ولا شك في أنه وسيلة خاصة من وسائل اللغة في توليد الألفاظ وتنمية ثروتها اللفظية، لأغراض دلالية وجمالية، تتمثل في تقوية المعنى، واكتساب الصيغة معنى الصيغة البديلة، زيادة على معناها الأصلي في سياق النص ليجمع بين معنى الصيغتين في آن واحد. ومعلوم أن العربية ذات ثروة لغوية واسعة، تكونت بما تشعّب عن أصولها من أبنية كثيرة وصيغ متنوعة، تشتمل على أقسام الكلم وما تفرّع عنها. ولا يرتاب باحث محقق في شدة تعويلها على البناء والتركيب الذي عاد عليها بالغنى والثراء، ولا شك أنه لو لم يختلف المعنى لم تختلف الصيغة، إذ كل عدول عن صيغة إلى أخرى لا بد أن يصحبه عدول عن معنى إلى آخر إلا إذا كان ذلك لغة" . والتحويل في الصيغ موضوع صرفي يبحث في الأصول والفروع والدلالة والأصوات والقراءات القرآنية، والضرائر الشعرية، وعلم النحو، والفصائل النحوية، وما قالته العرب في كلامها باستخدام صيغةٍ بدل صيغةٍ أخري، لذلك عني به العلماء المعنيون بالنحو والصرف وفقه اللغة ومعاني القرآن، وعالجوه في كتبهم ، وقد عالجه الباحثون المحدثون تحت تسميات عدة، منها: التعويض ، والتناوب ، والتحويل ، والتعادل، وتقارض الألفاظ ، والعدول الصرفي، ولكن إطار معالجاتهم تلك هو القرآن الكريم وكلام العرب، شعره ونثره، وقد أخذ المثل العربي قسطاً وافراً من تلك المعالجات، كما فعل الدكتور: عبد الفتاح الحموز في كتابه: (ظاهرة التعويض في العربية وما حمل عليها من المسائل). ونحن في هذا البحث سنركز على: (التبادل بين الصيغ الاسمية في لغة الحديث الشريف) الذي استُقلّت منزلته من العلماء في باب الاحتجاج النحوي لأسباب لا يجهلها العارف، وجعلنا الحديث الشريف ميداناً لنا لمعالجة هذه الظاهرة، لكونه لغة أفصح من نطق بالضاد - صلى الله عليه وسلم - فحريٌّ بالباحثين أن يجعلوه مصدراً قوياً من مصادر الاستشهاد النحوي، ومن جهة أخرى نريد بيان جوانب دلالية وجمالية، واستشفاف أغراض بلاغية في التعاور بين الصيغ الصرفية الاسمية، وما صدر منه - عليه الصلاة والسلام – عمداً، تفنناً في الكلام، وتقوية لمعناه، ومبالغة وتكثيراً فيه بالجمع بين الصيغتين. حيث نجد في لغة الحديث الشريف أبنية اسمية تخرج عن قواعد صياغة الأبنية المعروفة في العربية، لأنها لا يُراد منها الدلالة العامة الموضوعة لها تلك الأبنية فحسب، بل يُقصد بها – زيادة على ذلك – معانٍ مخصوصة، ودلالات جديدة لمفهوم الكلام النبوي، لذلك لا نرى تلك الأبنية تُصاغ على هيئة مخصوصة للدلالة على معنى عام كليّ، كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة باسم الفاعل، وغيرها من المشتقات التي لها أبنية محددة وصيغ ثابتة تُصاغ عليها. ويتنوع ما لدينا من حالات التبادل في صحيح الإمام البخاري إلى الآتي
The present study investigates the atemtive use of the nominal structure in the Sahih AL-Bukhan . What characterizes Arabic language is the flexibility in expression of intentions and objectives that the speaker wants to convey to the addressee that possesses a rich linguistic knowledge which enables its users to be very expressive in terms of linguistic performances to a degree that makes the receiver more interactive to linguistic massages both mentally and psychologically, the mentioned flexibility that can be seen in building structures; proposition and delay, deletion, addition, changing it according to masculine and feminize or numerically singular two or plural and neglects the terms of reference grammar and the separation and opposition between inseparable concepts, and other basic phenomena are steady rules in building linguistic structures, observed m the formulation of phrases through the expression of time interchangeably, such as expressing past with the present tense, or the expression of future time with past tense, or to deviate from derivative to derivative in another context, which could fall under the heading: (shifts from morphological formulas), or: (the exchange between the semantic structures) We in this paper will focus on: (the exchange between the nommai formulas in the language of the Hadith), which was paid less attention by linguists in respect of lmguistic evidence for clear reasons. We have made the Hadith as an evidence for dealing with this phenomenon because it is the language of the most eloquent of speech as it is the language of Prophet Mohammad (peace be upon him). Therefore, the scholars should give special emphasis to this subject. In the language of the Hadith, we can see some nominal structures which violate the basic rules in grammar and take the position of other nominal so as to give additional meaning in the Hadith. Thus, it does not come on its own structure and form such as (subject nouns, object nouns, adjectives and other
|