المصدر: | مجلة كلية الآداب بقنا |
---|---|
الناشر: | جامعة جنوب الوادي - كلية الآداب |
المؤلف الرئيسي: | عثمان، سهام راشد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 19 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2006
|
الصفحات: | 11 - 56 |
ISSN: |
1110-614X |
رقم MD: | 428781 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
وقد أثار البحث قضية جمود العاطفة وتدفقها عند الرافعي، وكشف البحث أن النقاد انقسموا تجاهه قسمين ما بين مؤيد ومعارض، فهناك من رماه بجمود العاطفة، ورآه مغلق القلب، وأنكر عليه الطبع والنفس والقلب والذوق والذهن والحياة، وهناك من رأي عكس ذلك، كذلك تعرض كتاب أوراق الورد للنقد أيضا، فهناك من رأي أن رسائل الرافعي غنية بالألفاظ ولكنها لا تحفل بالفكرة، وتهتم بالصياغة ولكنها لا تنفذ إلى قرارة النفس، ولا تؤثر في مجرى الفكرة، وهناك من أشاد بجمال أسلوبها، ونقاء ديباجتها من حيث الفصاحة والبيان، ألا أن المعاني كانت مبهمة وبها بعض الغموض. ومثل هذه الآراء إنما هي نتاج القراءة السريعة غير المتعمقة، فضلا عن أنها تسلب الرافعي من أخص خصائصه كإنسان وكاتب وأديب وناقد له وزن حقيقي. كذلك كشف البحث أن منهج الرافعي في كتابه "أوراق الورد" غير واضح، إنما هو مجموعة من الرسائل رتبها حسب ذوقه وإحساسه إلى مائة وستين رسالة، وموضوعاتها كلها طريقة، تتفاوت من حيث الإجمال والتفصيل، وتحتاج إلى التبحر فيها والتوسع في دراستها وتحليلها. ويعد كتاب "أوراق الورق" هو الأول من نوعه في آثارنا الأدبية، وإذا كان هناك من تكلم عن الحب قبل الرافعي، إلا أن الرافعي فاق هؤلاء جميعاً في الاستيطان الذاتي، والغوص في دقائق النفس الإنسانية، والكشف عن العواطف والأحاسيس والانفعالات بدقة متناهية، وكأنه يلتقطها من أغوار النفس التقاطا، فالرافعي هنا ضارب في سبيل غير مألوف، وإن كان بلا شك قد أفاد مما سبقه من خبرات في هذا الصدد، إلا أنه لا يستند إلى آراء نظرية خالصة، إنما هو يستمد من تجاربه الشخصية، واعتبر الكتابة عن الحب فناً، فن تصوير الحب والتعبير عنه. وقد استخدم الرافعي للتعبير عن تجربته من الأدوات (المحاورة- المناجاة- الصور الفنية- القصة) كما لجأ إلى الرمز في كثير من رئاسله لإثراء تجربته الفنية، كما تأثر الرافعي بالجمال الذي يتجلى في مختلف الصور سواء في عالم الإنسان أو النبات أو الجماد، حيث نرى تناغما وحساسية مفرطة لإيقاعات الكون، وتلاحما مع الطبيعة، ونزوعاً إلى التطهر والخلاص، إذ فضلاً عن أن الرافعي يقص في الكتاب قصة قلبه، إلا أن وصفه للكون، وللطبيعة الجامدة والمتحركة، يجعلنا ندرك أن الرافعي أراد أن ينمى إحساسنا بالجمال، وأن يقفنا على هذه المجالي من الجمال، وأن يربى في النفوس ملكات الفن. ثم عرض البحث لفلسفة الحب الروحي عند الرافعي، وهذا الجانب يحتاج إلى إعادة قراءة، وإلى دراسة مستفيضة، والرافعي في صوره الرمزية يقترب من أدباء الرمز الغربيين، وهذا الجانب أيضاً يحتاج إلى دراسة دقيقة ومتأنية للكشف عن الجانب الرمزي عند الرافعي. |
---|---|
ISSN: |
1110-614X |