المستخلص: |
يركز باحثو اليونانيات الساميات اهتمامهم على مسألة تحديد الفترة الزمنية التي انتقلت فيها العلوم وبخاصة الفلسفة إلى العرب والتي لا تزال غامضة ويجمعون على القول إنها فترة ممتعة في تاريخ البشرية ويقررون الدور الخطير الذي لعبه السريان والكتب الآرامية المترجمة في هذه العملية. هذا وتؤكد المصادر أن مدرسة الإسكندرية التي وضع الإسكندر مخطط بنائها قد أسهمت في نقل العلوم إلى العرب وأن ما كتب حول ما تركه لنا بعض مؤرخينا وفلاسفتنا يشير إلى الكثير من الأخطاء التاريخية والتحريفات في أسماء الأشخاص والأماكن. وكانت الترجمة محل اعتبار الناس جميعاً وقد أسهم فيها أطباء وفلكيون ورجال دين وقام أغنياء المسلمين وكبراؤهم إلى جانب الخلفاء بشراء المخطوطات وجراية الأرزاق على المترجمين وتكفلوا بمعاشهم ومعاش أسرهم. وهكذا كان للعلوم اليونانية طريقان الأول هو الطريق المار من الإسكندرية إلى بغداد وهو طريق الفلسفة الأرسطية والطريق الآخر يمر عبر دمشق والكوفة والبصرة. وتقف الروايات التي أوردها المؤرخون عن استمرار مدرسة الإسكندرية عند القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي لتنمو الفلسفة على يد الكندي والفارابي وابن سينا والرازي والغزالي في المشرق وعلى يد ابن باجة وابن طفيل لتبلغ الرشد في فلسفة ابن رشد وتموت بموته آملين أن تجد من أبنائها من يؤرخ لها كما فعل الأسلاف.
|