المصدر: | مجلة ثقافات |
---|---|
الناشر: | جامعة البحرين - كلية الآداب |
المؤلف الرئيسي: | عياشي، منذر (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 13 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
البحرين |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
الصفحات: | 12 - 18 |
رقم MD: | 438409 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
والخلاصة التي يمكن أن ننتهي إليها هي أن التأصيل لا يقبل التصنيف، والعلة في ذلك لأنه إجراء تداولي وليس كينونة جواهرانية. ولقد يدل على هذا، كما رأينا في الأعلى، دوران اللسان وقيامه على سياقين: سياق اللغة، وما به يكون الكلام نظاماً صوتيا، وتركيبا جملياً، ودلالة نصية. وسياق الكلام، غير اللغوي، وما به يكون الكلام نسقاً معرفياً، وثقافياً، واجتماعياً، وعلميا، إلى آخره، أي ما به يكون الكلام حضوراً. ولما كان التأصيل، لغة وترجمة، إجراء تداولياً فقد وجب أن يدور، بحكم التداول، في فلك المتصورات والمفاهيم. وقبل أن نخوض في هذا الأمر، المهم، نرى أن نتقدم بملاحظتين: - أما الأولى، فمفادها أن التأصيل، في الترجمة حصراً، ينقسم إلى قسمين، نصطلح على تسميتهما كما يلي: 1- تأصيل المؤصل. 2- تأصيل المحصل. والمقصود بتأصيل المؤصل هو ماله مثال في اللغة المنقول إليها إن على صعيد المفاهيم والتصورات، وإن على صعيد المصطلحات، وإن على صعيد النظام اللغوي. وأما المقصود بتأصيل المحصل، فإنه تأصيل مشتق من مسماه. ولذا، فهو يكون على غير مثال في اللغة المنقول إليها، في الوقت الذي يكون فيه مؤصلاً في اللغة المنقول منها. ومن هنا فقد كان تحصيلاً، وسمى نقله ((تأصيل المحصل)). وإنه ليكون على صعيد المفاهيم والمتصورات، كما يكون على صعيد المصطلحات، ويكون أيضا على صعيد اللغة بوصفها نظاماً. ونلاحظ أن هذا الضرب من التأصيل يحتاج إلى قدر لا بأس بها من الاتكاء على الطاقة الخلاقة للغة لابتداعه، وربما يحتاج كذلك إلى قدر لا بأس بها من الخيال. ولعلنا سنشير إلى هذين الضربين من التأصيل لاحقاً. - وأما الثانية، فإن العناصر الداخلة فيها تتواشج وكأنها بعض من بعض. وقد كانت هي هكذا لأن المفاهيم والمتصورات لا تقوم في الأذهان من غير لغة، ولأن اللغة لا تنقل ما في الأذهان إلى ما في الأعيان إلا عبر المصطلح ومن خلال النظام الذي تؤسس به لاستعمالها وكيفيات التعبير بها. ولهذا، فقد قيل: ((إنه لا يمكن للفكر أن يوجد من غير لغة. فاللغة لا تستخدم للتعبير عنه فقط، ولكنها تستخدم في تكوينه كذلك. ولذا، فإن المغزى يذهب من المجموعات إلى العناصر، ومن الجمل إلى الكلمات، وإن المعنى ليتم ظهوراً بفضل نسق التعارضات بين مفردات لا تمتلك وجوداً ممتلئاً أو وضعياً)) (les Dictionnaires Marabout Université: La philosophie. Tom 1. 1972. Paris, P72). وإذا كانت هذه الأمور بعضها من بعض، فإننا لغرض منهجي تقتضيه ضرورات العلم، عمدنا إلى تفكيكها. ثم إن الحديث عنها، في هذه الدراسة، لا يتسع إلا للعنصر الأول منها لأنه معني أكثر من سواه بإشكالية الترجمة. |
---|