ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النقد الغربي للفكرة الديمقراطية : النظرية والتطبيق

المصدر: التقرير الاستراتيجي الرابع الصادر عن مجلة البيان: العالم الإسلامي عوامل النهضة وآفاق البناء
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: صقر، عبدالعزيز إسماعيل (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 4
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2007
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 4
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1428
الصفحات: 13 - 39
رقم MD: 453543
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

40

حفظ في:
المستخلص: قد يبدو لكثير من الشرقيين أن مناهضة أو نقد الديمقراطية معناه رفض كل ما له صلة بالحرية والمساواة والعدالة، وتأييد كل مظاهر القهر والبطش. لقد تحولت الديمقراطية عندنا إلى مفهوم سلطوي، يخشى الباحثون التعرض له بالدراسة والنقد، والغريب أن هذا ليس هو موقف الغربيين أنفسهم؛ فالديمقراطية عندهم كغيرها من أشكال الحكم الأخرى، وهي ليست النظام الأمثل دائما. الأصول التاريخية للمفهوم الديمقراطي للحكم يرجع للفكر اليوناني، فهو نقطة الانطلاق في دراسة تاريخ الفكر والتطبيق الديمقراطي الغربي، ومع ذلك فإن المفهوم الديمقراطي للحكم في التقاليد اليونانية جاء متباينا بين مؤيد ومعارض، ولو نظرنا إلى الديمقراطية في الخبرة الرومانية سنجد أنها تقدم معارضة ثابتة للديمقراطية كنظام وحيد للحكم. لم تعرف أوروبا في العصر الوسيط المفهوم الديمقراطي للحكم، فالظلام الذي عاشت فيه آنذاك حجب عنها النور الذي كان يشع من الشرق الإسلامي. لقد انبثق عصر النهضة في أوروبا فقط عندما تم استبعاد تدخلات الكنيسة الكاثوليكية في نطاق العلم، وفى مجال السياسة على السواء. وقد وجد الأوروبيون فى الديمقراطية ملجأ من تعسف الكنيسة واضطهادها، لذا عادت أوروبا من جديد تناقش المسألة الديمقراطية التى اختفت طوال فترة العصر الوسيط وتطبق الديمقراطية كأسلوب للحكم، وتصدره كأمثل نظام من أنظمة الحكم. ومن حينها والديمقراطية حلت محل المسيحية، وتحولت إلى دين أوروبا الجديد، فسعت الحكومات لنشرها وفرضها، منذ حملات نابليون إلى حملات بوش وجيوشه "للجهاد" فى سبيل نشر الديمقراطية الأمريكية، بإبادة كل من يقف في طريقها. وبات واضحا أنه في ظل الحكم الديمقراطي أصبح كل شيء مباحا، وممكنا شراؤه، ومن الناحية الواقعية فإن الكثرة لا تستطيع أن تحكم، فإن قلة من محترفي العمل السياسي فى أوروبا هي التي تضطلع بها، وإن عامة الشعب بعيدة تماما عن سدة الحكم، ولذلك بدت الديمقراطية للكثيرين من المفكرين الغربيين كمجرد وهم وخيال. الشواهد تبرهن على أن الديمقراطية فى النظرية وفي التطبيق لم تعبر دائما عن حقيقة الإدراك، أو الواقع السياسي الغربي، وأنها ومنذ عرفت في التقاليد اليونانية القديمة، وحتى هذه اللحظة لم ترق إلى مستوى المثالية في التنظير، أو الاستمرارية والمصداقية في التطبيق.

عناصر مشابهة