ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الاستراتيجية الغربية لاحتواء الإسلام في افريقيا جنوب الصحراء

المصدر: التقرير الاستراتيجي الخامس الصادر عن مجلة البيان: الواقع الدولي ومستقبل الأمة
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: زيدان، عصام (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 5
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2008
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 5
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1429
الصفحات: 281 - 300
رقم MD: 453644
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

23

حفظ في:
المستخلص: يأخذ الصراع الحضاري في إفريقيا بعدا مزدوجا؛ إذ هو صراع بين الحضارة العربية والإسلامية، والحضارة الغربية على حاضر القارة ومستقبلها، ومن زاوية أخرى أجج الغرب صراعا حضاريا آخر بين العرب وإفريقيا، وأشعلها حربا على الوجود العربي والإسلامي في القارة. الحضور العربي والإسلامي في إفريقيا كان له من الخصائص والميزات الفريدة التي ساهمت في كون أغلبية العرب أفارقة، كما أن أغلبية الأفارقة مسلمون. لكن الأجندة الغربية وضعت الوجود العربي في إفريقيا على قمة أولوياتها، وراحت ترسم للقارة على العموم، ولإفريقيا جنوب الصحراء خاصة، مصيرا يهدف إلى عزل الوجود العربي والإسلامي شمال القارة عن جنوبها. وما يحاك الآن ويدبر ليس إلا امتدادا لرؤية غربية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ الاستعماري الأوروبي للقارة. وعلى الرغم من رحيل الاستعمار فإن فكرة تقسيم إفريقيا لخدمة المخطط الغربي، وتجزئتها على أسس عرقية، لعزل العرب والمسلمين في الشمال عن بقية أجزاء القارة بقيت كما هي قائمة، وفي سبيل تنفيذ مخططه لجأ الغرب إلى عدة وسائل؛ كالتنظير لصراع حضاري بين الإفريقي والعربي، وبناء ثقافة متكاملة معادية للعرب، إضافة إلى الوجود العسكري المباشر، واستخدم جيوش التنصير في محاربة الوجود العربي والإسلامي في إفريقيا جنوب الصحراء. هذا المخطط الغربي يرمي إلى تحقيق سلة من الأهداف، يأتي على رأسها قطع الطريق أمام الحضارة العربية والإسلامية لتجد لها موطئا مستقرا في العمق الإفريقي، ومحاربة الوجود الإسلامي، وجعل القارة الإفريقية بحيرة مسيحية تنفر من الوجود العربي والإسلامي، بجانب إحكام السيطرة على الموارد الإفريقية الهائلة دون منازع عربي وإسلامي. ولا يجب أن نغفل الذراع الإسرائيلي ودوره في تنفيذ المخطط الغربي، إذ تتلاقى رغبتهما في احتواء ومنع التمدد العربي والإسلامي في إفريقيا جنوب الصحراء. تحتاج الدول العربية إلى استراتيجية مضادة توقف مفعول المخطط الغربي، وتحافظ على الوجود العربي والإسلامي، وتدعم بقاءه في إفريقيا عامة وإفريقيا جنوب الصحراء خاصة. ولا بد أن تنطلق هذه الاستراتيجية من هدف واضح وأساسي هو الحفاظ على المصالح العربية والإسلامية في إفريقيا وتدعيم هذا الوجود، والتصدي للمخططات الغربية.