المصدر: | مجلة مقاليد |
---|---|
الناشر: | جامعة قاصدي مرباح - ورقلة |
المؤلف الرئيسي: | ثليلاني، أحسن (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 3 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الجزائر |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
الشهر: | ديسمبر |
الصفحات: | 129 - 137 |
ISSN: |
2253-0029 |
رقم MD: | 457246 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن المسرح العربي الذي مازال يتلمس طريقه في زحام عدة إشكاليات تواجهه وتحول دون تطوره وأخذ مكانته في المشهد الأمامي للثقافة، لم يول الاهتمام اللازم لموضوع الطفل والحرب إن هي إلا محاولات محتشمة في حاجة إلى دعم وتشجيع، وفي هذا المجال لا نملك إلا أن نتساءل مع المسرحي جورج شحادة في مسرحية (فاسكو)، حيـث قـال علـى لسان إحدى الشخصيات: "لماذا كل المعراك حمراء؟ ألا ينبغي أن نغير قليلا؟ إن معركة كبيرة خضراء ستكون جميلة جدا أيها الملازم". ولكن المعركة الكبيرة الخضراء الحالمة بجنة السلم لا يمكن أن تتحقق إلا بإلغاء أسباب الحرب، وإذا كانت الحرب لعبة يمارسها الكبار، فهل بإمكان التفكير في الطفولة أن يعيد للكبار رشدهم فيكفوا عن هذه اللعبة القذرة؟ إنه السؤال الذي يجيب عنه الباحث غاستون بوتول في قوله: "وإنا لنرى خلال التاريخ حتى العصر الحاضر غلبة نزوعين أساسيين بالتناوب على حسب الحضارات والبلاد والفترات: أولهمـا يقـوم علـى تعظـيم وفيـات الأطفـال تعظيمـا متبصـرا بقتـل الأطفـال أو الإهمـال، والثـاني يقـوم علـى وقايـة الأطفال ورعايتهم ولكن يقوم من بعد على توجيههم نحو الحرب وهو قتل الأطفال المؤخر الحقيقي". إن هذه الخلاصة تدعونا للتفكير مليا في تلك الحكمة التي تقول: (إننا نلد لـنطعم القبـور)، وهـي الحكمـة التـي راهنت على تشخيصـها مسـرحية (جنـة الآمـال الزائفـة) للكاتـب الجزائـري عيسـى خـلادي، حيـث عمـد إلـى تشـخيص المأساة الوطنية الجزائرية -أو ما عرف بعشـرية الـدماء والـدموع- ورصـد مختلـف تجلياتهـا وأبعادهـا، فمـن خـلال صراع الشخصيات وحركتها في فضـاء الحبكـة المسـرحية، يـدعونا الكاتـب إلـى نبـذ الحـرب و الاقتتـال، كمـا يـدعونا فـي ختام المسرحية، على لسان شخصية (سلامة) وهي الأم التي طحنتها الصراعات الدموية رفقة أطفالها الصغار –يدعونا- إلى التفكير في مستقبل الطفولة، وحاجة الجميع إلى السلم والأمن والمصالحة حيث راحت (سـلامة) تستجدي الكاتب (سلام) قائلة له:" في نظري فإن الذين هم على خطأ، أو الذين هم على صواب، لا يشكلون أية أهمية. أنت من يدين ومن ينقد. لكن الأطفال، بماذا سيفكر الأطفال؟ ماذا سيصبحون؟ سيكونون يوما في حاجة إلى كتابك من أجل معرفة وتقرير ما الذي يجب أن يكونوا عليه. إنهم بين يديك. لا أحد لديه سلطة حقيقيـة أخـرى علـيهم. لقـد أغريتنـي مـن أجـل هـذه الأسـباب ولأجل أخرى أيضا. أمسكني من يدي واصطحبني أنا مع أبنائي، والذين هم أبناؤك أيضا، نحو وجـود أقـل شـقاء. أنـا لك". ومما تقدم يمكن أن نخلص إلى أن الثوارت العربية- وما اقتضته من حروب - قد كان لها حضور قوي في شتى صنوف الإبداعات الفنية، ولقد قدر لهذا الحضور أن يتفاوت قوة وضعفا، وعمقا وسطحية، كما تباينت رؤى المبدعين لتلك الثوارت والحروب، ومن الواضح أن تلك الإبداعات قد وقفت من تلك الثورات والحروب موقف الإشادة بالبطولات والتمجيد للتضحيات المبذولة، ولذلك قلما التفتت تلك الإبداعات للجوانب السلبية لتلك الحروب، وخاصة قضية الطفولة، والتي تعد بحق أكبر ضحية للعبة الكبار هذه، لعبة الحرب التي يخوضها الكبار، ويدفع ثمنها الأطفال الصغار، وأعتقد أن التزام المبدعين بتمجيد الثورات، والإشادة بقيمها التحررية، لا يعفيهم في الجهة المقابلة من تصوير الآثار السلبية المدمرة للحروب، و خاصة تلك الجرائم المقترفة في حق الأطفال، فالالتزام بدعم قيم الثورة لا يلغي في شيء الالتزام بقيم السلام والأمان، على أساس أن الفن في جوهره حق وخير وجمال. |
---|---|
ISSN: |
2253-0029 |