المستخلص: |
والحق أنه إذا جاز الزعم على بعض تيارات الفكر والثقافات الدينية المغايرة بأنها تقف في وجه الإبداع بنسب مختلفة ومتابينة فإن ذلك لا ينطبق بشكل من الأشكال على المنظومة الفكرية الإسلامية التي فتحت باب التفكير والاجتهاد والإبداع على مصراعيه عندما أقرت بأن من اجتهد وأصاب يحصل على أجرين ومن اجتهد وأخطأ يحصل على أجر واحد، خلافا للمنظومات الفكرية التي تعاقب من ينتج فكرا أو ثقافة أو إبداعا ترى فيه مخالفة لأطروحاتها وتوجهاتها الأيديولوجية، وما موقف الرأسماليين في الولايات المتحدة الأميركية من مواطنيهم الاشتراكيين ببعيد. وكذلك فإن موقفا الشيوعيين من مواطنيهم الذين يميلون إلى الرأسمالية هو موقف عدائي بالدرجة الأولى، حدث كل هذا في العصر الحديث في الوقت الذي الذى فيه الإسلام منذ خمسة عشر قرنا قوله للمخالفين: (لكم دينكم ولي دين) (الكافرون: ٦). ولعل أسهل الردود على من يتصور أن الإسلام يقف حجر عثرة أمام الإبداع هو: لو كان الأمر على هذا النحو ما أنجز المسلمون الأوائل حضارتهم التي أدهشت الدنيا وعلمت الناس.
|