المصدر: | أعمال الملتقى الدولي الثاني حول مناهج تحقيق النصوص بين الشرق والغرب |
---|---|
الناشر: | جامعة الجلفة - مخبر جمع دراسة وتحقيق مخطوطات المنطقة وغيرها |
المؤلف الرئيسي: | أعمر، فضيلة (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الجزائر |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الجلفة |
الهيئة المسؤولة: | مخبر جمع دراسة وتحقيق مخطوطات المنطقة وغيرها - جامعة الجلفة |
الصفحات: | 92 - 105 |
رقم MD: | 469661 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن المخطوط جزء من كيان لأنه يحمل كيان الأمة و تاريخها و حضارتها فهو البنية الأساسية العلمية لثقافتنا لذا كان لا بد من الاهتمام به ، فقد بقي خلال هذه السنين الطوال حبيس المكتبات فنحن لا نريد أن نجعل منه تحفة رغم انه في حد ذاته تحفة ، لكن لا بد أن يفاد منه علميا ، فالتحقيق أن نخرجه إلى النور و يطلع عليه الناس و العلماء و يعرف الأحفاد ما دونه الأجداد . و إنه و منذ العصور الأولى وضع جمهور العلماء الجذور الأولى للتحقيق و يعد أول من تكلم في هذه الناحية و وضع أسسها رجال الحديث في كتب مصطلح الحديث، و أخص بالذكر منهم أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي المتوفي سنة 360 ه و الخطيب البغدادي المتوفي سنة 463 ه في كتابيه ( الكفاية في علم الرواية و الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع ) . و تحقيق النصوص ليس من مبتدعات عصرنا الذي أخذ فيه المحققون بالمنهج العلمي و ليس من مبتدعات المستشرقين على إبداعهم و إجادتهم في نشر ذخائر التراث العلمي العربي كما يظن طائفة من شبان عصرنا ، فلقد بدأ علماء المسلمين بهذا المنهج العلمي و أخذوا أنفسهم بكل صرامة في سبيل الوصول إلى الحقيقة و ليس أدل على هذا من الخدمة الصادقة التي أولوها للحديث الشريف فانتهت تلك العناية بتوصيلهم إلى علوم الحديث . و لقد وجه قدماء العرب النظر إلى ضرورة الدربة و الممارسة بأسلوب الكتاب المراد تحقيقه و بأسلوب مؤلفه و لكي يحقق العلماء و الأدباء كل ما ابتغوا لحضارتهم من نماء و ازدهار وإثمار ، فإننا نراهم يعتمدون في ذلك على الحفاظ على التراث العلمي و الأدبي بحيث تظل مصادره التي أبدعتها الأجيال السابقة بل بحيث تحيا فيها الأجيال الجديدة حياة خصبة ، حياة تتغذى عقولهم فيها بكل ما خلفه الأسلاف من معارف علمية ، كما تتغذى قلوبهم بكل ما خلفوا من آيات أدبية كما حرصوا في إحيائهم للتراث العلمي و تحري روايته ألا يدخل على ألفاظها أي تحريف أو تغيير ، ولذلك طلبوا فيها ألا تؤخذ من الصحف المكتوبة مباشرة بل يجب أن يضاف السماع من أفواه العلماء الذين اشتهروا بدقتهم و شدة تحريهم و أنهم لا يحرفون الكلم عن مواضعه . و يبهرنا أنهم نفذوا في أثناء ذلك إلى وضع المنهج القويم لإخراج نسخة وثيقة من كتاب تعددت أصوله و طرق روايته و خير ما يصور ذلك : إخراج اليونيني الحافظ الدمشقي المشهور لصحيح البخاري . و واضح أنهم لم يكتفوا في إحياء التراث بالحفاظ على نصوصه و أدائها أداء دقيقا ، بل امتد طموحهم إلى تحقيق هذه النصوص و المقارنة العلمية المتصلة بين الأصول و الروايات و النسخ التي تشتمل عليها ، مقارنة تنتهي بالمحقق لنص من النصوص إلى استخلاص نسخة وثيقة بعد طول الفحص و التثـبـت و التوقف في مواضع التوقف و الصدور عن يقين . |
---|