ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مصر : التظاهرات أداة فعل سياسي بديلة في ظل ضعف جماهيرية الأحزاب

المصدر: مجلة سياسات عربية
الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
المؤلف الرئيسي: المصري، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 4
محكمة: نعم
الدولة: قطر
التاريخ الميلادي: 2013
الشهر: سبتمبر
الصفحات: 125 - 134
DOI: 10.12816/0005262
ISSN: 2307-1583
رقم MD: 470904
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: +EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

25

حفظ في:
المستخلص: اعتمادًا على نتائج استطلاع المؤشّرِ العربيِّ في مصر وأبرزها: ضعف الأحزاب والتَّيَّارات السِّياسيَّة بصفةٍ عامَّة، وميْل شرائح المجتمع التي تثق بالأحزاب إلى تيار الإخوان المسلمين، إضافةً إلى أنماط التَّصويت عند المصريِّين، وهي كلُّها عوامل ترجِّح كفَّة الإخوان المسلمين، يمكننا القول إنّ ذلك يقود القوى السِّياسيَّة المنافسة للإخوان المسلمين إلى البحث الدَّائم عن أدوات ضغطٍ سياسيٍّ أخرى غير التَّنافس الانتخابيِّ والحزبيِّ. وفي إطار ما راكمته التظاهرات والتَّجمُّعات ذات أهميَّةٍ نسبيَّةٍ مضافةٍ في ظّلّ فوز تيَّارات الإسلام السِّياسيِّ (من إخوانٍ مسلمين وسلفيِّين) بأغلبيّة مقاعد السُّلطة التشّرَيعيَّة (مجلسي الَّشَّعب والُّشُّورى)، وفوز مرسي في الانتخابات الرِّئاسيَّة، إضافةً إلى موافقة 5.63% من الذين صوَّتوا في الاستفتاء على دستور 2012، على الرّغم من تحُّفُّظات مجموعةٍ من القوى السِّياسيَّة والأهليَّة على بعض موادِّه. فلقد عنى كّلّ ذلك أنَّ هامش المشاركة في السُّلطة ما بعد ثورة يناير 2011 لمجموعةٍ من القوى والَّشَّخصيَّات السِّياسيَّة الطاَّمحة أصبح محدودًا؛ إذ إنّ الصُّندوق الانتخابيَّ يفرز دائمًاً نتائج تضُعف شرعيتَّها الَّشَّعبيَّة، أي إنهّا تحتاج إلى فترةٍ زمنيَّةٍ ممتدَّةٍ نسبيًّا لتحقيق توازنٍ مع قوى الإسلام السِّياسيِّ في أيّ انتخاباتٍ قادمةٍ، وهذا غير متاح لها في ظّلّ ضغط طموحاتها الشخصية. وفي ظّلّ عدم مبادرة مرسي أو الإخوان، وعدم قدرتهم على إقناع القوى الأخرى بالمشاركة في السُّلطة، سرعان ما تقوم هذه القوى والَّشَّخصيَّات السِّياسيَّة المعارضة بالالتفاف حول أيِّ مبادرات يطرحها الَّشَّارع والتظاهرات والتجَّمُّعات، أياًّ كان القائم عليها، على اعتبار أنَّ هذه هي الوسيلة المتاحة لها للانتقاص من شرعيَّة السُّلطات المنتخبة. فاستمرار التظاهرات والاحتجاجات الَّشَّعبيَّة من وجهة نظر هذه القوى هو دليٌلٌ على حالة عدم الاستقرار السِّياسيِّ الذي تعيشه البلاد، وأداة ضغطٍ على السُّلطة السِّياسيَّة المنتخبة من أجل تقديم تنازلاتٍ، أو دفعها لأن تشك الآخرين في السُّلطة. وإنَّ التظاهرات والاحتجاجات الَّشَّعبيَّة، ولا سيما الواسعة منها، تصبح بمنزلة مصدرٍ لانتقاص شرعيَّة السُّلطة السِّياسية المنتخبة. ففي حين أنّ السُّلطة المنتخبة ترتكز على شرعيَّة صندوق الاقتراع، فإنِّ القوى السِّياسية الأخرى ترتكز على ما تسميه شرعيَّة "الَّشَّارع" في مواجهة الشرعية الشعبية التي تحقّقت من خلال صندوق الانتخابات، وهذا بالضَّبط هو خطاب قادة الانقلاب في مصر . وحتى يكون لمثل هذا الخطاب إمكانيَّة التسَّويق، قام قادة الانقلاب بتضخيم أعداد المتظاهرين، ليؤكِّدوا أنَّ أعداد المتظاهرين في 30 يونيو كانت 34 مليون شخصٍ، ومماَّ لا شكَّ فيه أنَّ اختيار هذا العدد هو من أجل أن يكون الرقم قد تجاوز عدد الأصوات التي حصل عليها مرسي في الانتخابات الرئِّاسيَّة، أو الأصوات التي حصل عليها تيَّار الإخوان المسلمين في الانتخابات النِّيابيَّة. وإذا كان تضخيم الأرقام أو الالتجاء إلى الاعتصامات والتظاهرات كان في حدِّ ذاته من أجل تبرير الانقلاب على السُّلطة المنتخبة، فإنَّ قيادة الانقلاب قد استخدمت التظاهرات مرَّة أخرى في طلب التفَّويض لمواجهة ما سُميّ العنف الإرهابيِّ. ومماَّ لا شكَّ فيه أنَّ طلب التفَّويض كان يعني، في جوهره، الحصول، مرَّةَّ أخرى، على تجديد "الشرعيَّة للانقلاب". وهي شرعية لم يكن من الممكن الحصول عليها اعتمادًا على شعبيَّة الأحزاب التي تحالفت مع الانقلابين، إضافةً إلى أنهَّ سيصبح، المبرِّر لاستخدام العنف، كما جرى في مجزرتي فضِّ اعتصامي رابعة والنَّهضة. وبذلك تصبح لعبة الأعداد وتضخيمها أساسيَّةً لإضفاء الشَّرعيَّة العدديةَّ على قادة الانقلاب الذين أشاروا إلى أنَّ 29 مليون متظاهرٍ شاركوا في تظاهرات تفويض الجيش والشُّرطة

ISSN: 2307-1583