المستخلص: |
تصنف الدراسة الحالية من بين الدراسات التأصيلية التي تؤصل لدور المعلم الفقيه في إدارة الموقف التعليمي من خلال النص الفقهي المستقى من المصدر الفقهي الرئيس، وفي ذلك تدليل على سبق الفقه الإسلامي، ومرونته، وقابليته للتطبيق الفعلي في كافة مجالات الحياة، وعلى أن تهمة العجز، والقصور، وعدم القدرة على مواكبة مستجدات العصر التي ألصقت بالفقه الإسلامي، هي من قبيل الجهل والافتراء، وتدلل الدراسة ـ كذلك ـ على أن الأحكام الشرعية تشكل مصدراً رئيساً لاشتقاق الأهداف التعليمية بجميع مستوياتها، وفي اختيار أفضل أساليب التنفيذ والتقويم وأصدقها، وهي التي تضفي صفة الشرعية على مجريات التفاعل التدريسي بين أطراف العملية التعليمية داخل الموقف التعليمي وخارجه، وتُضفي على مُدخلات العملية التعليمية وعملياتها ومُخرجاتها صفة الإحسان. وتهدف الدراسة الحالية من جهة المنجية البحثية إلى الإجابة عن سؤالها الرئيس الآتي: ما دور المعلم في إدارة الموقف التعليمي في الفقه الإسلامي؟، وجاءت الإجابة عن هذا السؤال بخمسة مباحث أبرزت كلها أن للمعلم الفقيه دوراً بارزاً في تنظيم بيئة الموقف التعليمي المادية، وفي إثارة دافعية المتعلم للإندماج التفاعلي في الموقف التعليمي، وأبرزت فرقاً إيجابياً لصالح كلام المعلم غير المباشر على حساب كلامه المباشر في قيادة الموقف التعليمي، وفي تنفيذ الأهداف، وإحداث التغيرات السلوكية والعلمية المرغوبة، وأبرزت دور المعلم في تنفيذ العرض التعليمي بلغة صحيحة، وسهلة، ومفهومة، وبأسلوب متسلسل ومنظم ومتدرج ومنطقي، وفي تثبيت الأحمال التعليمية على الشكل الصحيح الذي يسمح للمتعلم بتخزينها وإستدعائها عند الطلب.
|