ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التشريح العصبي الوظيفي للانفعالات : تحليل فوقي

المصدر: الثقافة العالمية
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
المؤلف الرئيسي: ميرفي، فيونوالا سي. (مؤلف)
مؤلفين آخرين: سميث، إيان نيمو (م. مشارك), محمد، محمد حبشي حسين (مترجم), لورنس، أندرو دي. (م. مشارك), عساف، مالك أحمد (عارض)
المجلد/العدد: س 30, ع 171
محكمة: لا
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2013
الشهر: أغسطس
الصفحات: 153 - 223
ISSN: 2307-7638
رقم MD: 477039
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: من المناسب الآن العودة إلى سؤال البحث التوجيهي: كيف ساهمت دراسات التصوير العصبي الوظيفي الحديثة في فهمنا لانفعالات البشر؟ كما لوحظ في المقدمة، فإن درجة الفائدة المرجوة من الفرضيات الحالية حول الأجهزة العصبية الأحادية والثنائية والمتعددة كانت تشكل موضع الاهتمام الرئيس. إن التوزيع الواسع للنشاط العصبي المقترن بالانفعالات بوجه عام، بغض النظر عن المهمة أو النموذج المستخدم في أي دراسة فردية، يشير إلى أن نظرية الجهاز الحوفي للانفعالات لا يمكن أن تفسر كل بيانات التصوير العصبي. وبالمثل، فقد فشلت البيانات المجمعة من خلال الدراسات المتوفرة حاليا حول التصوير العصبي للانفعالات في إثبات أن هناك دورا خاصا يلعبه النصف الكروي الأيمن أو المناطق الخلفية اليمينية للدماغ في الانفعالات أو حتى في إدراك هذه الانفعالات. أظهرت نتائج الدراسة تأييدا جزئيا للفرضيات ثنائية الأجهزة في معالجة الانفعالات. وأشارت إحدى نسخ اختبار كولموجروف وسميرنوف الإحصائي الملائم لتحليل البيانات ثلاثية الأبعاد إلى أنه على الرغم من عدم وجود اختلاف بين أنماط النشاط العصبي المقترن بالانفعالات الإيجابية والسلبية، فإن محاولات تقديم وصف دقيق للأجهزة العصبية المنفصلة لنزعات فعل الإقدام والانسحاب يرجح أن تكون واعدة ومبشرة أكثر. وعند مستوى أدق من التحليل، تبين أن انفعالات الإقدام ترتبط بدرجة نشاط أكبر نسبيا في النصف الكروي الأيسر منها في النصف الكروي الأيمن للدماغ، في حين كان النشاط العصبي الملاحظ، بالنسبة للانفعالات السلبية وانفعالات الانسحاب متماثلا. أما عدم التماثل الذي تمت ملاحظته بالنسبة لانفعالات الإقدام فكان محصورا بالمناطق الأمامية للدماغ فقط عندما درس كل انفعال من انفعالات برنامج الوجدان على حدة، حيث تبين أن السعادة والغضب يتسببان بحدوث قدر أكبر من النشاط في المنطقة الجبهية اليسرى منها في اليمنى. هذه النتائج مجتمعة تشير إلى أن النظريات أحادية وثنائية الأجهزة للعلاقات بين البنية والوظيفة قد تكون بدائية إلى حد ما، على صعيد كل من الركائز العصبية المستندة إليها والجانب الانفعالي قيد الدراسة، وأنه، بدلا من ذلك، قد تكون هناك علاقة أكثر تعقيدا بين الانفعالات والتخصص المناطقي المطابق لها. يمكن القول إن تفسيرات برنامج الوجدان للانفعالات حظيت بتأبيد كبير. فقد كانت توزيعات بؤر التنشيط المقترنة بانفعالات الخوف والغضب والاشمئزاز مختلفة كثيرة عن بعضها، وعن تلك الخاصة بالسعادة والحزن، فضلا عن ذلك اتسم نشاط هذه الانفعالات بقدر أكبر من الثبات في المناطق التي، في حال تعرضها للأذى، تصاحبها حالات قصور انتقائية في الانفعالات: فانفعال الخوف مقترن باللوزتين، والاشمئزاز بالجزيرة/ الوصاد والكرة الشاحبة؛ والغضب بالقشرة الحجاجية الجبهية الوحشية. أما التوزيعات الخاصة بالسعادة والحزن فلم يظهر فيها أي اختلاف، حيث تجمعت بؤر التنشيط حول القشرة الحزامية الأمامية فوق الثفنية (والقشرة الظهرانية الإنسية للفص مقدم الجبهي) وهذه المنطقة قد تكون مرتبطة في معالجة الانفعالات على نحو أعم وأشمل، وعلى الرغم من أننا لا نؤيد الرأي القائل إن انفعالات برنامج الوجدان تمثلها دارات عصبية مختلفة كليا، فإنه يبدو منطقيا أن نستنتج بأن الأجهزة العصبية الأساسية مستقلة عن بعضها جزئيا. هذا التفسير ينسجم إلى حد كبير مع مقاربات الانفعالات التي يمكن أن تمثل فيها بعض انفعالات برنامج الوجدان على الأقل على شكل أجهزة نفسية وعصبية متمايزة يوجد لها تماثلات واضحة عند الثدييات الأخرى. ونعتقد أن بيانات التصوير إلى جانب الأدلة النفسية العصبية، تشير إلى وجود أجهزة خاصة للانفعالات- أي أجهزة تتسم بكونها قابلة للفصل عن بعضها ومتخصصة ومتماسكة داخليا وبأنها مرتبطة (إنما ليس بالضرورة مكرسة بصورة حصرية لذلك) بانفعالات الخوف والاشمئزاز والغضب، لكن لا يزال غير واضح حتى الآن ما إذا كانت تلك الأجهزة متماثلة مع برامج إيكمان الوجدانية (1999،1992). ومما لا شك فيه أنه، على صعيد دقة بيانات التصوير الوظيفي على الأقل، يبدو أن هناك فروقا مهمة بين الخوف والاشمئزاز والغضب من جهة، والسعادة/ الحزن من جهة أخرى. تحمل النتائج الحالية مضامين واضحة لدراسة الانفعالات عند البشر، حيث تؤكد أن تقنيات التحليل الفوقي مفيدة في تقييم إسهام أبحاث التصوير العصبي في تطوير فهمنا للمتلازمات العصبية لتلك الانفعالات، وفي توليد فرضيات جديدة حول دور الدماغ في معالجة الانفعالات. كما يمكننا التحليل الفوقي، عبر الجمع بين بيانات التصوير العصبي الوظيفي في مختلف الحالات الانفعالية وبين النماذج التجريبية، من التغلب على العديد من العيوب التي تقترن عادة بدراسة واحدة للتصوير العصبي، نأمل في آن تكون نتائج الدراسة الحالية مفيدة في تصميم تجارب تصوير الدماغ في المستقبل بناء على الأساس العصبي للانفعالات البشرية.

ISSN: 2307-7638