المستخلص: |
تسعى هذه الورقة إلى معالجة إشكاليتين تتعلقان بكتب الطفل العربي وتأثيراتها النفسية والسلوكية إحداهما منهجية والأخرى تربوية. أما عينة البحث ومادته: فتركز على تجارب الرواد بدءا بالطهطاوي وانتهاء بكامل الكيلاني وتم تقسيم هذه المادة إلى قسمين: أحدهما يتناول الخطاب الإبداعي أو "الأصل" ويتعلق بتجارب الرواد، والآخر يتناول الخطاب الفرع أو "الحاشية" ويتعلق بالدراسات حول هذه التجارب، وقد لاحظ البحث أن هذه المادة تنطوي على "منظومة ثنائية" تشكل نواة دلالية تنفصم فيها الوحدة الذهنية بين بنية الخطاب ومقصده ونسقه المعرفي، وقد بدت هذه الثنائية على مستوى الرؤية والأداة، وشملت الذات والآخر، وتناولت الريادتين التاريخية والإبداعية، وتجلت بآليات "التساؤل" و "المقارنة" و"الاستحضار" والتحسر علي كتاب الطفل العربي بإزاء نظيره الغربي الذي تدعو إلي احتذائه باعتباره "منجزا" إنسانيا عاما في الوقت الذي تصفه بأنه "تلوث فكرى"، سموم أيديولوجية و"قنابل موقوتة" وحرب سيكولوجية مقنعة ترمي إلي الغزو والتغريب واستلاب الهوية. وقد وضع البحث لهذه المشكلة فرضين حاول اختبارهما على محكات الصدق والثبات. الأول: أن هذه التجارب بالرغم مما تحمله من عناوين "تربوية" وأدبية إلا أن أصحابها لم يكونوا "تربويين" بقدر ما كانوا "معلمين" أدركتهم الحرفة "حرفة التعليم" لا حرفة "التربية". الثاني: أن الخطاب النقدي حول هذه التجارب لم يصدر عن "قواعد منهجية" تبدأ بتحديد المشكلة ووضع الفروض واستخدام لغة علمية محددة ولكنه شأن "الدراسات الأدبية" بدأ بأطروحات جاهزة وناجزة ومعروفة سلفا، وفي لغة انفعالية أحالت الرؤية رؤيا، والخطاب خطابة والمعالجة ردودا انفعالية بعيدة عن المنهجية والضبط العقلي. وقد استخدم البحث في اختير هذين الفرضين منهجا ألسنيا سيميائيا يركز على منطقة "العشى القرائي" الواقعة في منطقة التماس بين "مركز الخطاب" و "هوامشه".
|