المصدر: | التقرير الاستراتيجي الحادي عشر الصادر عن مجلة البيان: التحولات الكبرى - مستقبل العالم الإسلامي بعد مائة عام من الحرب العالمية الأولى |
---|---|
الناشر: | مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية |
المؤلف الرئيسي: | ماجد، أحمد (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 11 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1435 |
الصفحات: | 97 - 117 |
رقم MD: | 482764 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولي وإلغاء الخلافة عام 1924م، سرع في ولادة تيارات فكرية جذرية عملت علي استيراد الأفكار الغربية، مستفيدة من عامل الإحباط الذي أصاب الأمة الإسلامية من جهة، ووجود جالية أجنبية كبيرة من جهة ثانية، وتردي الأوضاع الاقتصادية والثقافية والسياسية من جهة ثالثة. ظهرت هذه الأفكار علي شكل منظومات علمانية تستنسخ التجربة الغربية بنموذجيها الشرقي والغربي كحل وبديل عن المنظومة الإسلامية التي لم تستطع أن تحافظ علي وحدتها، وهذا الأمر وإن قدم نفسه باعتباره نموذجا فكريا إلا أنه سرعان ما تحول إلي مورد صراع بين المنظومتين للاستئثار بالعالم الإسلامي. إن اللبنات الأولي للأحزاب الشيوعية واليسارية المؤلفة من الأجانب والأقليات الدينية، نلاحظ أن هذه الأحزاب سلكت طريقا مختلفا عن السياق العام للأحزاب والتوجهات السياسية العربية التي ظهرت بعد سقوط الدولة العثمانية، فهذه الأحزاب كانت منشدة منذ بدايتها إلي قاعدة أيديولوجية غريبة عن المجتمع إلي حد فقدت معه القدرة علي استيلاد برامج سياسية تعبر عن المصلحة الحقيقية للمجتمعات. من بعد النكبة أخذت الأحزاب الشيوعية العربية تمني النفس بالتمدد داخل مجتمعاتها؛ من خلال التركيز علي حق تقرير المصير للشعوب، ومالت للعمل علي حيازة الشرعية لعملها من خلال الحصول علي التراخيص. بدءا من خمسينيات القرن العشرين، بدأ الشيوعيون يتمددون إلي المؤسسات العسكرية في بلدانهم، فأسس الحزب الشيوعي العراقي رابطة العسكريين الوطنيين الأحرار، وتعاون مع منظمة الضباط الأحرار، موفرا العامل الذاتي للثورة التي نجحت في الرابع عشر من تموز (يوليو) 1958م في القضاء علي الحكم الملكي الذي دخل بسياسة الأحلاف، وكان جزءا من حلف بغداد، وأقيم من أجل مواجهة التمدد الشيوعي. شهدت ستينيات القرن العشرين مدخلا لمراجعة الذات وإنجازاتها لاسيما عند الأحزاب القومية؛ حيث مالت مجموعات من البعث إلي أيديولوجية اليسار، وتابعهم علي هذا المنوال حركة القوميين العرب، فحملت المرحلة نموا لليسار، جلب معه جملة من الإشكاليات. وجدت الأحزاب الشيوعية نفسها بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وحيدة، إذ فقدت قاعدتها الأيديولوجية التي اتكأت عليها منذ التأسيس، ولم تكن بوضعية تسمح لها بإعادة النظر بمقولاتها، فدخلت في سبات عميق، وخسرت مواقعها، فلم تعد مؤثرة كتنظيمات سياسية، كما أن هذه الأحزاب قد تعرضت إلي نكسة كبيرة في ظل ثورات الربيع العربي. |
---|