المصدر: | التقرير الاستراتيجي الحادي عشر الصادر عن مجلة البيان: التحولات الكبرى - مستقبل العالم الإسلامي بعد مائة عام من الحرب العالمية الأولى |
---|---|
الناشر: | مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية |
المؤلف الرئيسي: | أبو فرحة، السيد علي (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Abou Farha, Elsayed Ali |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 11 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1435 |
الصفحات: | 141 - 158 |
رقم MD: | 482767 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
في ذكري مرور مائة عام علي الحرب العالمية الأولي وكان أبرز الأحداث التي نتجت عن هذه الحرب: سقوط الدولة العثمانية، وظهور مشكلة الأقليات في العالم الإسلامي، وقد تفاقمت مشكلة الأقليات في العديد من بلدان العالم الإسلامي وشغلت حيزا متمايزا إلي الآن، ومن المرشح تصاعدها في ظل التحولات المعتبرة في عدد من بلدان هذا العالم. وتحول هذه الدراسة الإجابة علي عدد من الأسئلة تدور حول استراتيجيات التعامل مع الأقليات في بلدان العالم الإسلامي في ضوء خبرة التعامل معها خلال قرن مضي، وذلك في خضم التفاعل بين الحضارتين: العربية الإسلامية والحضارة الغربية في العصر الحديث. تتراوح الاستراتيجيات المتباينة في التعاطي مع مسألة الأقليات بين إستراتيجيات عنيفة وصولا إلي استراتيجيات سلمية، أو غير عنيفة، ومنها استراتيجيات القسر والفصل العنصري والإقصاء والتهميش، واستراتيجيات الاستيعاب والدمج، وأولي تلك الاستراتيجيات العنيفة هي إستراتيجية "القسر"، والتي تستند إلي هيمنة الأكثرية علي الأقليات، وقد تصل إلي مرحلة التطهير العرقي أو الترحيل الجبري. ويعد "الفصل العنصري- Racial Segregation أحد أشهر تلك الاستراتيجيات الكلاسيكية التي تهدف لفرز الأكثرية عن الأقلية، وأشهر نماذجه النموذج الجنوب إفريقي (أبارتيد) إبان فترة حكم الطبقة البيضاء؛ حيث لا يشير مصطلح "أقلية" في هذه الحالة لأقلية عددية، وإنما لأقلية سياسية، والتي تستند لصورة ذهنية تحط من شأن ذوي البشرة السمراء في إدراك الفئة الحاكمة، وكذلك أيضا النموذج الأمريكي حتى الربع الثالث من القرن العشرين، وكذا دولة الاحتلال لفلسطين. ومن تلك الاستراتيجيات التي تحوي تمييزا في حق "الأقليات" وإن كانت أقل وطأة من سابقتها هي التهميش والإنكار، وتستند تلك الإستراتيجية علي إنكار وجود مشكلة عرقية أو عنصرية، وقد تتضمن رفض فكرة توفير ضمانات دستورية للأقليات العرقية، وأيضا حظر استخدام كلمات ذات دلالات عرقية "سود/ بيض" أو الإشارة إلي تلك القوميات بأسمائها، وإنما إبدالها بمسميات غير ذي دلالة عرقية كـ "بدو مستقرين"، ومن أمثلة ذلك التعاطي الموريتاني في أعقاب استقلال الدولة مع القوميات الزنجية. إن التعاطي مع مسألة الأقليات وفقا لتعاليم الدين الإسلامي هي معالجة موضوعية وواعية وسباقة لا تنال من حقوق الأقليات وواجباتهم في البلد المسلم، وعليه فإن التعاطي مع تلك المسألة في بلدان العالم الإسلامي يجب أن يعتبر؛ للرؤية الإسلامية في هذا الشأن، والتي لا تعني بالضرورة تناقضا مع الاعتبارات الأممية بشأن الأقليات، وإنما هي رؤية أكثر اتساعا وأعمق تفهما لضرورات التماسك المجتمعي دون التمييز السلبي أو الإيجابي للأقليات. |
---|