المستخلص: |
فيما يخص هذه القصة ورد خبران, يقول الأول: إن تولد حى كان جسدياً من أم هي شقيقة إحدى الملوك. ومن أب قريب لها, اسمه يقظان, كانت الأم ترفض رأي أخيها فتزوجت خفية عنه وعندما وضعت الطفل خشيت من نقمة أخيها, فجعلت الطفل في التابوت وألقته على ساحل جزيرة مجاورة تسمى جزيرة الوقواق, وصادف أن مرت في المواضع الذي استقر فيه التابوت ظبية تبحث عن ولدها الذي فقدته فسمعت صوت بكاء الطفل فاتجهت نحوه, وكان أن عثرت على حي الوليد فأرضعته وحضنته. أما الثاني فيقول: إن حياً قد تولد تولداً طبيعياً بالنشوء الطبيعي المرتجل, وإن أصله طينة قد تخمرت في بطن أرض جزيرة الوقواق, وإن تلك الطينة علقت بها الروح التي هي من الله, ثم تمخضت هذه الطينة عن جسد طفل بارد إلى الاستغاثة عند اشتداد جوعه, فربته ظبية كانت قد فقدت طلاها, وأرضعته وحضنته. ثم تأتي أدوار حياة حي في سبعة أدوار : 1. الدور الأول: يبدأ بالرضاعة من الظبية, ثم تعلم محاكاة أصوات الحيوان واستعمال العصا للدفاع عن نفسه وحماية طعامه. 2. الدور الثاني: يبدأ بوفاة الظبية فيقوم حي بتشريحها لمعرفة سبب وفاتها. 3. الدور الثاني : يكتشف حي النار ويتعرف إلى استخدامها. 4. الدور الرابع: يتصفح جميع الأجسام التي في عالم الكون والفساد واكتشف اتفاق الكائنات في المادة واختلافها في الصور. 5. الدور الخامس: كان في اكتشاف الفضاء وهذا شجعه على الخروج من رصده إلى معارف مهمة تتعلق بقدم العالم وحدوثه. 6. الدور السادس: توصل إلى أن النفس منفصلة عن الجسد ومختلفة عنه بالمصير. 7. الدور السابع: يضع لنفسه حدوداً لا يتجاوزها فكان أن أخذ لنفسه من الغذاء "ما لم يكن في أخذه كبير اعتراض على فعل الفاعل" وبمقدار يكون ما يسد خلة بالجوع ولا يزيد عليها. ويذهب حي إلى التشبه بالأجسام فدار حول الجزيرة مقلداً حركة الأفلاك الدائرية ثم أخذ يدور حول نفسه حتى يغشى عليه.
|