المصدر: | المجلة العربية للعلوم السياسية |
---|---|
الناشر: | الجمعية العربية للعلوم السياسية |
المؤلف الرئيسي: | خليفة، علي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 39,40 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الشهر: | صيف - خريف |
الصفحات: | 9 - 27 |
ISSN: |
2309-2637 |
رقم MD: | 488898 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
أفضى هذا البحث المتمحور حول مدى ارتباط المواطنيّة بمنظومتها وأبعادها المختلفة بالإطار الجيوسياسي الحاضن المتمثل بالدولة وبمساراتها المتعددة إلى تبيان التأثير الناجم عن وجود (أو عدم وجود) الإطار الجيوسياسي على منظومة المواطنيّة ومكوناتها. إن نشوء مصطلح المواطنة عند التقاء الميثولوجيا في أولى تجلياتها الواقعية مع نزعة السياسة إلى الارتقاء نحو التنظيم، أدى إلى صنع أوضاع اجتماعية وسياسية تمثلت ببلورة منظومة متكاملة للمواطنية تتألف من امتيازات شخصية وكانت المدينة - الدولة بجغرافيتها الطبيعية (ساحاتها، مبانيها...) والسكانية (المواطنون القاطنون فيها) انعكاساً واقعياً لليوتوبيا المتجسدة بالبيئة السياسية المؤاتية لنشوء مفهوم المواطنية وتطور مكوناتها. فقامت علاقة عضوية بين منظومة المواطنية وإقامة المدينة - الدولة. وغداة الانتقال من السلطة الإمبراطورية أو الملكية إلى سلطة الإرادة الشعبية، نشأت الدولة القومية في أوروبا، بعد القرن السابع عشر. وبمطابقة تسمية الدولة في الأدبيات السياسة الغربية لمفهوم الأمة، تماهت المواطنيّة مع الانتماء الوطني وأصبحت مرادفة للمواطنة. وأدى ذلك بالتدريج إلى تجدد منظومة المواطنية عبر بلورة أبعاد مدنية، سياسية واجتماعية. وصارت الهوية الوطنية النواة المحورية للمواطنة: حيث إن حيازتها، عبر حق الدم أو حق الأرض، تضمن، نظرياً، تحقق أبعاد المواطنة الثلاثة الأنفة الذكر، ولكن، واقعياً، حالت دون اكتمال مرامي المواطنة نواقص جوهرية وطغت عليها الأيديولوجيات القومية. تطورت هذه العلاقة لتفضي إلى تبلور نماذج أخرى في الفكر السياسي الأوروبي، كالدولة الليبرالية ودولة الرعاية، كان لها تأئير في منظومة المواطنية وتحديد مكوناتها. فبقيت العلاقة بين المواطنية ومسار الدولة الوطنية في إطار تاريخي وجغرافي محدد. وفي المقابل، ثمة انفصال ممكن بين منظومة المواطنة الـ ما فوق وطنية والإطار الجيوسياسى الحاضن المتمثل بالدولة، بحيث يمكن السعي لاكتمال منظومات للمواطنية الـ (ما فوق وطنية) بغياب جميع أشكال الدولة. لا تزال تنصب جهود حثيثة لبلورة منظومة متكاملة للمواطنة العالمية على اعتبارها تجسيداً ليوتوبيا العصر الحديث التي يستحيل معها العالم الأكبر قرية صغيرة، أو لنقل بتعبير يوتوبيات العصور القديمة، جمهورية عالمية شاملة. بيد أن النظر بعين الرضي والتفاؤل إلى هذا المسار تشوبه تحديات جمة ليس جلها تحقيق التنمية الشاملة والعدالة والبحث عن قواعد مشتركة في التشريع القانوني وصيانة إنسانية الإنسان وتوحيد منظومات القيم. وعلى الدرب نحو المواطنة العالمية، نشأت المواطنيات الـ (ما دون عالمية) (وهي المنظومات التي تقع، على سلم الأطر الجيوساسية الناظمة لنشوء مفهوم المواطنة، فوق الأطر الوطنية، كالتجمعات الإقليمية الناظمة لنشوء المواطنية الأوروبية، الإسلامية...). انطلقت المواطنة الأوروبية من الوحدة التجارية والاقتصادية المعقودة بين الدول الأوروبية المفردة وأصبحت قاعدة الرابطة التي تجمع بين مواطني دول الاتحاد الأوروبي على نقيض نماذج الدول - الأمم. وقامت المواطنيّة الإسلامية على منظومة متمايزة في النظرة إلى الرابطة القائمة بين المواطنين، وإلى القيم، وأنظمة الحكم وآلياته. لكن اكتمال منظومة المواطنيّة في الإسلام غير مرتبط بقيام الدولة الإسلامية - لا المفردة ولا الإقليمية، التي هي نتيجة شبهة بين الحاكمية الدينية والحاكمية السياسية في الأطروحة الإسلامية، في ظل عدم وجود أي تأصيل فقهي أو ضرورة شرعية لها. |
---|---|
ISSN: |
2309-2637 |
البحث عن مساعدة: |
802558 |