المصدر: | مجلة التفاهم |
---|---|
الناشر: | وزارة الاوقاف والشئون الدينية |
المؤلف الرئيسي: | الحكيم، سعاد (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Al-Hakim, Souad |
المجلد/العدد: | س 10, ع 36 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
سلطنة عمان |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
التاريخ الهجري: | 1433 |
الشهر: | ربيع |
الصفحات: | 121 - 149 |
رقم MD: | 499513 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
إن الجانب الإيجابي في فلسفة كهذه للسعادة يتمثل في إصراره على تأسيس السعادة على العقل وعلى فضيلة الروحانية، كما يتمثل في تغذية أمل الإنسان بتحقيق سعادته القصوى حتى لو أطبق الظلام من كل جانب. أما القيم السلبية التي تلمح في نتاج هذين الفيلسوفين فتتمثل في جملة أمور نذكر أهمها: حصرية السعادة: لا يكاد الفيلسوفان يفتحان باب الأمل مع لفظ السعادة؛ حتى يغلقاه ويضعا على الباب عبارة: "لا يدخلها إلا الفلاسفة". وفي هذا الفعل تحقير (خاصة عند ابن باجه) للسعادة التي يحصلها المؤمن بالرضا والتسليم، حتى تتنزل عليه من السماء سكينة تملأ جوانحه، سعادة تتصف بالثبات والعمق. غياب الآخر: الشاهد أو الشريك؛ إن السعادة تحتاج إلى آخر نشاركه إياها أو على الأقل إلى الآخر الشاهد عليها. وعندما جعل الفيلسوفان تحقيق السعادة في عالم مفارقٍ فقد أفقدوا السعادة قيمة الشراكة والتشاطر. هذه الفردية في السعادة تتجلى برفض ابن باجه وجود أي مختلف في مقامه الأخير، ففي هذا المقام لا يوجد إلا واحد، وإن تعدد الأشخاص فهم واحد؛ حتى "الواصل الصوفي" إلى السعادة القصوى يُقصيه ابن باجه ويجعل وصوله مظنونًا واتصاله وهمًا. وفي المقابل نجد محي الدين بن عربي يقبل رفقة صاحب النظر (الفيلسوف) في معراجه الروحي، ويعترف له بقدرته فلسفيًا على الانفكاك من أسر الطبيعة العنصرية، وبتأهله بذلك لمعراج عقلي؛ لقد عرج ابن عربي روحيًا برفقة فيلسوفٍ صاحب نظر( ). كما تتبدى سعادة ابن طفيل في حال الفناء، وهذا الحال لا يحتمل الآخر؛ ومن هنا يخيل إلينا أن صحبته لأبسال في الجزيرة بعد عودتهما من لقاء سلامان وقومه هي صحبة جيرةٍ أكثر مما هي صحبة مشاطرةٍ للسعادة وتقاسم للحظات معرفية. |
---|