المستخلص: |
هدفت الدراسة إلى الكشف عن المقامة في الأدب العربي. اشتملت الدراسة على أربعة محاور رئيسة. المحور الأول تتبع نشأة المقامة، فقد ارتبطت نشأة المقامات في الأدب العربي بفساد كل من الحياتين الاجتماعية والأدبية. أما المحور الثاني قام بتعريف المقامة، فتعنى به المجلس الذي يقوم فيه شخص بين يدي الخليفة، أو غيره ويقوم بوعظ الحاضرين، وتتغير الكلمة في مدلولها حسب الظروف الغالبة في كل عصر استخدمت فيه.كما كشف المحور الثالث عن العناصر الفنية للمقامة، فتتنوع المقامة في طريقة السرد والروي بصور متباينة بين كاتب وآخر، فمنهم من يبدأ براو وشخصية يحملها الكاتب مجموعة من الخصال التي يريد إظهارها، وتتحدث بالنيابة عنهم، وعند البعض الآخر يبدأ بتوطئة بلاغية تنبئ بمسار المقامة كمدخل لأحداثها. واستعرض المحور الرابع المقامات ودلالاتها، ومنها بديع الزمان الهمذاني، والحريري، مقامات السرقسطي، ومقامات الزمخشري. واختتمت الدراسة باستعراض أن فن المقامة الأدبي في أدبنا العربي هو استجلاء لحقيقة هذا الأدب الذي كان غنيا في الشكل والمضمون، وقدرته على التصوير الدقيق لمجريات الحياة العامة اليومية، كما يضم بين جنباته صورة حقيقية لحياة المجتمع الذي نشأت فيه المقامة، وتتابعت كتابتها على أنماط متعددة لذات المغزى، فقد كان سجلا للظرافة والحكاية حينا، والتعليم والحكمة والفطنة والسخرية حينا آخر، بالإضافة إلى أنه في المحصلة يعبر عن قدرة عالية في التصوير والبلاغة لهذا الأدب في نقل الصور الاجتماعية والحياة العامة للناس البسطاء، وتصويرها في صيغة أدبية رائعة، وأسلوب نثري ممتع، وسيظل شاهدا على ألوان وبلاغة الأدب العربي على مر العصور. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|