المستخلص: |
يبرز الإيقاع بوصفه أداة فنية مهمة تنتظم القصيدة وتهبها كيانها الشعري، وهو يتسلل إلى قلوبنا قبل عناصر الشعر الأخرى. وهذا ما يفسر لنا استجابة الطفل لجمال الجرس في الشعر قبل إدراكه جمال معانيه وأخيلته وصوره الفنية. ومن المؤكد أن ارتباط الإيقاع بالشعر هو ارتباط مصيري، فالإيقاع هو "الروح التي تضفي على الكلمات حياة فوق حياتها". ويتلاحم الإيقاع مع العناصر الشعرية الأخرى كي يمنح النص قدرته على التأثير، وهو يتبادل مع الصورة الشعرية التأثير والتأثر، بل إنهما يجريان معاً في حلبة الشعر، كما تعبر إليزابت درو. ومن الممكن القول -وحسبما أورد وردزورث- إن الأثر الممتع للإيقاع ثلاثي: عقلي وجمالي ونفسي؛ فهو عقلي لأنه يؤكد أن هناك نظاماً ودقة وهدفاً في العمل؛ وهو جمالي، إذ يخلق جواً من حالة التأمل الخيالي الذي يضفي نوعاً من الوجود الممتلئ في حالة شبه واعية على الموضوع كله؛ وفوق كل ذلك، فهو نفسي؛ لأن حياتنا في مجملها إيقاعية: المشي والنوم والشهيق والزفير وانقباض القلب وانبساطه.
|