ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أثر الإعلان التلفزيوني على قيم وسلوكيات الشباب الجزائري : دراسة ميدانية في ضوء نظرية الحتمية القيمية

المصدر: مجلة الحكمة
الناشر: مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع
المؤلف الرئيسي: الفاتح، حمدي محمد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): El-Fateh, Hamdi Mohammed
المجلد/العدد: ع 26
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2014
الصفحات: 253 - 281
DOI: 10.12816/0043374
ISSN: 1112-9662
رقم MD: 512594
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

361

حفظ في:
المستخلص: المشاهد للقنوات العربية يدرك بأن حجم الإعلانات التلفزيونية في تزايد مستم، إذ تعددت أشكاله وصوره وخطاباته، حسب تنوع السلع والخدمات المعلن عنها. ولقد أصبحت أغلب المؤسسات التلفزيونية تسعى إلى استقطاب حجم كبير من المعلنين إليها بغية شراء المساحات الزمنية عبر البرامج التي تبثها بشكل يومي، وخصوصا البرامج التي يشاهدها الجمهور بحجم كبير، لأن نجاح البرنامج التلفزيوني في استقطاب فئات كثيرة من الجمهور يعد فرصة لأصحاب المؤسسات الاقتصادية من أجل الترويج لسلعهم وخدماتهم . وحسب مشاهدتنا اليومية للإعلانات التلفزيونية يمكن القول بأن الإعلان التلفزيوني ليس مجرد رسالة تمرر إلى المستهلك بغية شراء السلعة أو اقتناء الخدمة ، ففي الغالب تمرر رسائل ضمنية أكثر تعقيدا مما يظن الكثير من الناس ، وقد لا يتضح أثرها إلا مع مرور الشهور والسنوات ، فالإعلان أصبح عبارة صناعة معقدة تحمل في طياتها العديد من الرسائل التجارية والاقتصادية والفنية ، والسياحية والثقافية والدينية ، بالإضافة إلى ترويجه للكثير من السلوكيات والعادات والأنماط المعيشية، ولهذا يمكن لنا أن نتساءل هل صناعة الإعلان في المخابر الأجنبية تراعى فيه قيم المجتمعات التي توجه له؟. إن جل الإعلانات الدولية التي تقدمها القنوات العربية لا تراعى فيها المبادئ والأخلاقيات والقيم السائدة داخل البيئة العربية المحلية، لأنه ببساطة يحمل قيم ومبادئ المجتمعات التي صنع بها. وبهذا تكون الشعوب العربية معرضة بشكل يومي للألاف من الرسائل الإعلانية التي تنقل عبر الأقمار الصناعية، مما يؤدي إلى زيادة التخوف من مخاطرها، لأن كل رسالة إعلانية إلا وتحمل معها ثقافات جديدة وغريبة عن مجتمعاتنا، واذا استمر الأمر على حاله فإن ذلك قد يدفع بالكثير من الشباب المولع بتقليد الآخر إلى التجرد من قيمه ومبادئه. ويحدث كل هذا أمام سعي أصحاب الوكالات الإعلانية والمؤسسات الإعلامية وراء الربح السريع والبحث عن الأسواق والجماهير الكبيرة . لقد أصبحت الشركات الأجنبية تعمل بكل إمكاناتها المادية والبشرية من أجل نشر الثقافة الاستهلاكية القائمة على تمجيد الماديات، بين أفراد مجتمعنا عن طريق الترويج الواسع لمنتوجاتها وغرس قيمها، والدعوة إلى التمسك بعاداتها وأنماطها الجديدة في الحياة اليومية. كما تدعو إلى التمرد على العادات والتقاليد السائدة داخل البيئة المحلية، وهذا تحت شعار مواكبة الموضة والانفتاح على الآخر، والدعوة إلى التبادل الثقافي بين الشعوب. وأمام هذا الوضع الذي أصبحنا نشاهده يوميا عبر برامج القنوات الفضائية العربية، وخصوصا الشبكات الإعلامية التي تسعى إلى تغليب المبدأ التجاري على حساب القيم والثقافات المحلية إذ يمكن أن يكون لهذه المحتويات انعكاسات خطيرة على مستقبل شبابنا المولع بتقليد الآخر في كل سلوكياته، وقد يتحقق ذلك في ظل التخدير الذي تمارسه برامج المسلسلات والأفلام والبرامج الرياضية وحصص الألعاب والمسابقات، إذ لا يستفيق أغلبية الشباب إلا على ممارسات لسلوكيات غريبة عن مجتمعه، اكتسبها من خلال إدمانه على مشاهدة البرامج الفضائية. و اذا كانت الرسالة الإعلانية الوافدة إلينا عبر الأقمار الصناعية تحمل قيم مغايرة تماما لما هو سائد في بيئتنا المحلية، وتنقل عبر قنواتنا الفضائية العربية ولساعات طويلة، فإن تكرار هذا المشهد أمام أعين الشباب والمراهقين يؤدي بهم إلى تشكيل صورة ذهنية إيجابية عن ثقافة الآخر وأنماط حياته، وهذا ينتج عنه انفصال تدريجي عن الواقع الذي يعيشون فيه. وتدفع بهم نحو الارتباط بعالم خيالي ملون رممته الصورة الإعلانية في مخيلتهم، مما يؤدي مع مرور الزمن إلى حدوث تناقض على مستوى تفكير وسلوك أغلبية الشباب ، وقد ينتج عنه ظهور ظواهر خطيرة وسط المجتمع مثل: العنف والجريمة ، الهجرة غير الشرعية، الانتحار، التمرد على القيم، فساد الأخلاق، التسرب المدرسي ، التبذير والإسراف في الإنفاق ، انتشار الأمراض المزمنة ....وغيرها. وانطلاقا مما جاء في نظرية الحتمية القيمية في الإعلام من مفاهيم ومتغيرات، أردنا اختبار بعض فروضها انطلاقا من الطرح النظري والتطبيقي لهذه الدراسة، حيث قام الباحث يجمع البيانات من مجتمع الدراسة وهذا لمعرفة مدى إقبال الشباب الجزائري على الإعلانات التلفزيونية، وهل كثرة التعرض لها يعني بالضرورة الانسلاخ عن القيم والمبادئ التي تربي عليها هذه الجيل ؟ واذا كانت مضامين الإعلانات قد تشكل خطرا على قيم وسلوك الشباب في حياته اليومية، فأين دور المؤسسات الاجتماعية التي يمكن أن يكون لها دور في تشكيل الموانع التي تحمي منظوماته القيمية من التشويه أو الهدم ؟

ISSN: 1112-9662