المصدر: | أعمال ندوة موقع القيروان في الثقافة الإسلامية من تاريخ التأسيس إلى اليوم - الدين والأدب |
---|---|
الناشر: | جامعة الزيتونة - مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان |
المؤلف الرئيسي: | الغضبان، محمد بن الحبيب بن محمد (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
تونس |
التاريخ الميلادي: |
2010
|
مكان انعقاد المؤتمر: | القيروان ، تونس |
الهيئة المسؤولة: | مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان و جامعة الزيتونة |
الصفحات: | 479 - 508 |
رقم MD: | 512748 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
وهكذا يبدو أن أبا يزيد كان فعلا يضرب مسكوكاته وهو بالقيروان فقط. فكلما كان موجودا بها ويشرف على إدارتها إلا وضربت نقود تحمل تاريخ سيطرته عليها إلى جانب اسمها. لكنه عندما خسر المدينة فعلا منذ أواخر شوال 334 هـ لم تعرف له نقود بعد ذلك. لقد كانت القيروان هي الفكرة الأولى في ثورته ومن أجلها ومن أجل ما ضمته بين أسوارها من تاريخ وشرعية وقدسية وعلماء مالكيين... ضرب باسمها النقود ليستميل كل ما حوته من معان وقيم وحاضر ملموس آنذاك. وانتهت ثورة أبي يزيد وانتهت دولته التي لم تعمر كثيرا لكن بقي لنا ما يخبر عنها من شواهد مادية تمثلت في نظام نقدي متميز لم يكن له مثيل من قبل ومن بعد في افريقية في محتواه النصي الإيديولوجي. وباعتماد النصوص الإخبارية ومقارعتها ببعضها البعض، ثم إضافة معطيات النقود التي ضربها أبو يزيد إليها أمكن تحديد الأوقات التي يمكن أن يكون اختارها الثائر لإصدار نقوده. هذا وكان هاجس الدعاية للثورة ومبادئها المعلنة هو من أهم الأسباب المفسرة لها ولاختيار نصوصها الموجهة بكل دقة لأهالي افريقية السنة عموما والقيروان خصوصا، ولأنصار الثورة الخوارج. ومما يثبت ما للقيروان من مكانة كبيرة في وجدان السكان حاولت أن تستثمرها مختلف القوى بإفريقية أن الخليفة المنصور لدين الله ضرب دينارا باسم القيروان سنة 334 هـ عندما طرد سكانها أبا يزيد. فقد اعتمد نفس السياسة الدعائية الموجهة لكسب نصرة الأهالي مجددا ضد أبي يزيد. وقد اثبت كل ذلك ما للمدينة من دور في نجاح أو فشل المشاريع السياسية الثورية والرسمية على حذ السواء. ورغم أن المنصور بالله لم يختر القيروان مقر سكناه بعد القضاء على الثورة، إلا أنه بنى بالقرب منها مدينة غير بعيدة (ميل ونصف تقريبا) متصلة بها تعتبر امتدادا لها. وربما كان قراره ذلك يرمي إلى إنشاء مركز سياسي وعسكري يراقب به المدينة عن قرب تفاديا لمحاولة أخرى شبيهة بثورة أبي يزيد. |
---|