المستخلص: |
فإن الزكاة فريضة شرعية على كل مسلم؛ ملك نصاباً من مال مخصوص بشروط مخصوصة؛ قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). ولا ريب أن المسلم ينطلق في أقواله، وأفعاله من مبدأ الإخلاص لله تعالى، فهو يطلب مرضاته، والفوز بجزيل ثوابه، وملاك هذه الاعمال النيات؛ فإن الرجل يبلغ بنيته ما لا يبلغ بعمله؛ قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة)، فهذه الآية الكريمة تأمر بالإخلاص، وتبين مكانته، وتنهى عن ضده؛ قال تعالى: (فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)، فكل عمل من نية قول، أو فعل لا يراد به وجه الله تعالى فهو باطل، لا ثمرة له في الدنيا، ولا في الآخرة. فالنية لها شأن عظيم، ومكانة عظمى في التشريع الإسلامي؛ لذا أحببت أن يكون عنوان هذا البحث (النية في إخراج الزكاة... دراسة فقهية). وأهم المباحث كانت على النحو التالي: المبحث الأول: حكم اشتراط النية في أداء الزكاة. المبحث الثاني: صفة النية، ووقتها. المبحث الثالث: تعارض نية مخرج الزكاة مع لفظه. المبحث الرابع: من أخرج مالاً لا نية له فيه، ثم نوى به زكاة ماله. المبحث الخامس: التردد في نية المزكي. المبحث السادس: إخراج الزكاة بنية جازمة عن المال الغائب. المبحث السابع: حكم النية في الزكاة إذا أخذها الوالي.
|